“إن الرجل الذي يتكل على نفسه، على غناه الخاص ومعتقداته الخاصة مصيره اليأس والتعاسة وأما الذي يتكل على ربه فيثمر ثمارًا حتى في موسم الجفاف” هذا ما شدد عليه البابا في عظته اليوم من دار القديسة مارتا. انطلاقًا من قراءات اليوم قال البابا: “ملعون الرجل الذي يتوكل على البشر ويتوكل على نفسه، فسيكون كالأثل في البادية ولا يَرى الخَيرَ إِذا أَقبَل بل يَسكُنُ الرَّمْضاءَ في البَرِّيَّة الأَرضَ السَّبخة الَّتي لا ساكِنَ فيها. مُبارَكٌ ٱلرَّجُلُ ٱلَّذي يَتَّكِلُّ عَلى ٱلرَّبّ، إِنَّهُ يَكونُ كالشَّجَر المَغْروسِ على المِياه الَّذي يُلقي أُصولَهُ في الرُطوبَة ولا يرى الحرَ.” أكد البابا على أن اتكالنا يجب أن يكون على الرب وحده، فلا شيء آخر سيخلصنا، ولا شيء سيعطينا الحياة ولا الفرح.
نعم، فالإنسان ينغلق على ذاته ولا يشرع أبوابه فلا ينال الخلاص، هنا تحدث البابا عن مثال لعازر والغني في الإنجيل، ذاك الرجل الذي كان يلبس الحرير ويأكل ما لذ وطاب على مائدته كان فرحًا، ولم يلحظ وجود لعازر الجائع على بابه وقد غطته القروح…سلط الحبر الأعظم الضوء على اسم الفقير قائلا أن الإنجيل يذكر الفقير باسمه ولا يحجبه عنا. ونحن ها هنا نحجب أسماءنا وندع ممتلكاتنا تعرف عنا كحسابنا المصرفي وأملاكنا هذه الأصنام الدنيوية!
أضاف فرنسيس أننا كلنا ضعفاء ونتكل على أنفسنا أو على أصدقائنا وننسى الرب وهذا ما يقودنا الى طريق التعاسة. طلب البابا أن نسأل أنفسنا في هذا الصوم: أين إيماني؟ هل إيماني هو بالرب أم بالأصنام التي جمعتها، وها أنا أضيع إسمي، وأود أن يكون كل شيء لي وحدي أي الأنانية تهيمن عليّ، وهذا لا يوصلني الى الخلاص!
في الختام، لم ينس البابا أن يقول بأن للرجاء باب يفتح أمام الذين يتكلون على أنفسهم وينسون إسمهم فهم سيلجأون للرب وينادونه “أبي” وهو سيجيب “:يا ابني” فهو ينتظرنا دائما بأذرع مفتوحة ونحن اليوم نسأله أن يمدنا بالحكمة كي نتشجع ونتكل عليه وحده.