بعد الإنجيل المقدس القى درويش عظة رحب فيها بالكاهن الجديد وشكر سلفه الذي خدم البلدة بمحبة واخلاص ومما قال :
“في الأحد الثالث من الصوم تكرّم الكنيسة الصليب المقدس، نتذكره لأن الصليب جزء من كل واحد منا، الكنيسة تريد منا في هذا الأحد أن نثابر على صومنا، على المحبة الموجودة بيننا.
فكرتان تركز عليهما الكنيسة في هذا الأحد :
الفكرة الأولى، أن كل شخص منا لديه صليب، المؤمن وغير المؤمن، لكن الفرق بين المؤمن وغير المؤمن أن الإنسان المسيحي المعتمد يرى في الصليب قيامة ورجاء، نحن ابناء الصليب لأننا ابناء القيامة.
الفكرة الثانية، هي أن الصليب بدون محبة لا معنى له، نحن مدعوون لنعيش الصليب بحب كبير، محبتنا ليسوع المسيح الذي صلب على خشبة، ومحبتنا لبعضنا البعض هي علامة مميزة لكل مسيحي، لذلك انا اشجعكم اليوم أن نشهد لهذه المحبة بين بعضنا البعض، بين العائلات والأفراد والكهنة والمطرانية، المحبة وحدها يمكنها ان تعطي بعداً انسانياً وروحياً لما نحن في عمادنا ومسيحيتنا”
أضاف ” اليوم أنا سعيد جداً أن اشارككم هذا القداس، أولاً لأشكر الرب على كل نعمه التي يعطينا اياها، كما اشكر الرب على الأب طوني قسطنطين الذي خدم الرعية سنوات طويلة بإخلاص ومحبة كبيرة، له في قلوبنا صداقة ومحبة لا يمكن لأحد أن يتصورها، لكن السلطة الرهبانية أرادت ان تنقله الى مكان آخر وأنا احترم رأيها. بين الفرزل وبين الرهبانية المخلصية تاريخ عريق جداً من التعاون والمحبة، نسجتم معها علاقات ممتازة، لذلك أريدكم أن تحافظوا عليها حفاظاً للتاريخ والقيم.
كما اشكر الأب أومير عبيدي الذي خدم الرعايا في الفترة الإنتقالية بكل تفانٍ وإخلاص.”
وتابع درويش ” نحن نخدم الكنيسة من كل قلبنا، سواء مطارنة او كهنة،واقول انه ليس هناك خوف على العلاقة بين المطرانية وأهل الفرزل، وبين الكاهن اياً يكن وبين اهل الفرزل، ما دام هناك حكماء بينكم يسعون دائماً الى حل الخلافات وسوء التفاهم.
وأود أن أقدم لكم الأرشمندريت جوزف صغبيني خادم الرعية الجديد، هو راهب مخلصي عرفته زميلاً وصديقاً في المدرسة الكبرى ومن ثم في الكهنوت، خدم معي في دار الصداقة لسنوات طويلة، وخدم 16 سنة ممثلاً لغبطة البطريرك غريغوريوس الثالث لحام في القدس، وقد رأى فيه غبطة البطريرك كل المؤهلات لتمثيله في القدس”
وكانت ايضاً كلمة للأرشمندريت صغبيني شكر فيها المطران درويش على كلمته، وأهالي الفرزل على استقبالهم ومما قال :” أنا خدمت في القدس 16 سنة في خدمة الكنيسة والبطريركية، وأنا احمل اليكم بركة من قبر السيد المسيح وكنيسة القيامة. يقول السيد المسيح ” جئت لأَخدم لا لأُخدم” من هنا نحن خدام الكنيسة، وأنا اليوم هنا لأخدم الكنيسة في بلدة الفرزل الحبيبة، التي لي فيها أصدقاء ومعارف وزملاء دراسة، لذلك أشعر أنني بين اهلي”
وأضاف ” أيها الأحباء انتم الرعية الواحدة الموحدة، نحن نأتي ونذهب، انتم باقون تعمرون الإيمان والكنيسة والمحبة في قلوبكم. اريد أن اضع بين ايديكم شعار كهنوتي، وهو شعار راعوي، آية من رسالة القديس بولس الى اهل فيليبي يقول فيها ” ليكن فيكم من الأفكار والأخلاق والعواطف ما هو في المسيح يسوع”، ليكن فيكم يا إخوتي من الأفكار والأخلاق والعواطف كما في المسيح يسوع ، أي كونوا قديسين كما هو كامل وقدوس”
وختم صغبيني كلامه بالقول ” اشكر سيادة المطران عصام يوحنا درويش لقبولي في ابرشيته المقدسة لخدمة هذه الرعية المباركة، أشكر قدس الرئيس العام للرهبنة المخلصية الأرشمندريت انطوان ديب ممثلاً بيننا اليوم بالقيم العام الأب انطوان سعد، لتعييني في هذه الرعية، اشكركم جميعاً وأطلب مساعدتكم وتعاونكم لكي تبنى كنيسة المسيح”
وفي ختام القداس جرى تطواف بالصليب المقدس في الباحة الخارجية للكنيسة حيث تبارك منه المؤمنون.