في ايطاليا، برزت الأسبوع الماضي “ظاهرة” جديدة وهي صعود راهبة الى المسرح لتغني أمام تصفيق الجمهور وذهول لجنة الحكام.
ولمّا أتى إلى موقع أبونا العديد من التساؤلات، حول هذا الحدث ومنها تساؤلات فتاوية حول هل يجوز أم لا؟ ودون الدخول في الأمر من هذه البوابة (الفتاوى) أقول أن الحدث غريب، لكنه ليس جديداً، وأن يغني رجل الدين أو الراهبة ليس أمراً مستهجناً. وفي بلادنا يدرك الشباب أن العديد من الكهنة والراهبات يشاركون بأغاني الرحلات والتجمعات الشبابية، وهنالك في لبنان العديد من الكهنة الذين أطلق عليهم لقب الكهنة المغنين. الجديد اليوم أنه يحدث في برنامج مسابقات علني، ويترافق مع “رقصة راهبة” تختلف بدورها عنSister Act الفيلم السينمائي ذائع الصيت الذي يصور راهبة غير حقيقية تغني وترقص… من “سستر أكت” إلى “سستر كريستينا” التي وصفت نفسها بأنها راهبة حقيقية جداً، وقد لاقت الكثير من التصفيق، فيما فاق مشاهدو الفيديو على موقع اليوتيوب لغاية كتابة هذه الأسطر أكثر من 25 مليون مشاهد، برزت العديد من ردود الافعال خاصة في مواقع الاتصال الاجتماعي.
ماذا نقول؟ هل سيسهم هذا الظهور في جذب العديد من الدعوات إلى الحياة الكهنوتية والرهبانية، في تأثر الشباب والشابات بهذا الفرح الغامر الذي أبدته الراهبة على المسرح، وبخاصة في إظهار أن الدين ليس حزناً وغماً وقوانين، وإنما هو فرح ونشر للفرح في نفوس الناس؟.
ولكن علينا هنا، وأمام انبهار العالم بالراهبة المغنية الراقصة أن نعيد الأمور إلى أصولها، أن الحياة الرهبانية والكهنوتية تتطلب فترات من التحضير الروحي والفكري والاجتماعي والإنساني، وليس من سيأتي إلى سلك الرهبنة والكهنوت، سيتوجه فوراً إلى مسرح (The Voice) بل عليه أن يعتكف على الصلاة والتعليم سنوات طوال.
الكاريزما في الكنيسة لم تكن غائبة، ومن يتابع سير القديسين والقادة الحقيقيين يجد أن كلاً منهم تقريباً كان لديه كاريزما “أو موهبة معينة”، هل كاريزما الغناء والرقص ستشكل حافزاً لمزيد من التزام شباب في الكنيسة، الراهبة تفخر بكونها راهبة، وقد أتت مع أخواتها الراهبات وذويها، يعني أن الأمر تم دراسته من قبل، وهي تقول لدي عطية جميلة. ولكن يعتبر غناؤها على مسرح عالمي كاريزما جديدة؟.
جميل، لكن علينا الا ننسى مقدار التضحيات التي تقدمها راهبات أخريات في مجالات العمل الصعب وبخاصة في الملاجئ والمستشفيات ومع الأيتام والمعاقين واللاجئين، وكذلك لي مجالات التعليم وادارة المدارس. كل ذلك لا ننساه ونحن نصفق للأخت كريستينا المرحة.
بين الأسطر: الايام ستثبت فيما ستكون هذه المنابر الجديدة التي يدخلها الآباء الكهنة والأخوات الراهبات خيراً وبركة أم تشويهاً. لكن الراهبة، موضوع حديثنا، قد تحدثت بكل فرح عن توقعها لمكالمة من البابا فرنسيس الذي لا يملك صوتاً جميلاً في الغناء والترنيم، لكنه حتماً يؤسس لمراحل جديدة في الكنيسة. وقالت إنه يدعونا إلى الخروج بدون عقد. فإذا كانت كريستينا نتاجاً لمراحل فرنسيس… توقعوا منها كثيراً.