–
كيف نفهم التناقض بين الكتاب المقدس والعلوم بشأن الخلق والتطور؟
طرحَ أحد الأخوة الأحباء هذا السؤال المهمّ
كيف نفهم تاريخ تطور الأرض .. . أي علميا عمر الأرض بملايين السنين .. لكن دينيّا الأحداث بالكتاب المقدّس لا تتجاوز عمرها 6 او 7 الاف سنه . هو صحيحٌ إن الهدف من الكتاب المقدس ليس علميا . لكن هناكَ نوع من التناقض . كيف نفسّر هذه الفكرة ؟
الجواب بشكل ٍ مبسّط :
نعم ، الكتاب المقدّس ، بالدرجة الآولى ، ليس كتاب علم ، أو فيزياء ، أو بيولوجيا ، أو علوم الطبيعة بأنواعها . بإلهُنا لا يهمّه هذا الأمر ، بقدر ما يهمّه ” خلاصنَا ” . ولقد وضعهُ كاملا مكمّلا في ” الأناجيل أو بالأحرى في الكتاب المقدّس ككلّ ” . ما نحتاجهُ لخلاصنا ، نجده في الكتابْ. إنّ الله في الكتاب ، لا يريدُ إشباعَ فضولنا في معرفة كيفيّة خلق العالم ، والأرض والكون .. الخ . الكتاب المقدّس لا يجيبُ على سؤال العلم ألا وهو ” كيفَ ” ؟ .. كيفَ خلق الله العالم ، والكون ، والحيوانات والنباتات ، وأخيرًا الإنسان ! .. فهذا سؤالٌ علميٌّ بالدرجة الآولى ، ولا يجبُ أن نخلطه مع سؤال الإيمان الذي هو ” لماذا ” ؟ . لماذا الكون ، لماذا الحياة ، لماذا الإنسان … العلمُ لا يقدرُ أن يجيبَ على سؤال الــ ” لماذا ” هذا …! لإنه مختصّ بما هو له . ومن ناحية أخرى ، إختصاصُ الإيمان وسؤاله ” لماذا ” ، لا نقدرُ أيضا أن نخلطهُ بإختصاص العلم ” الكيفَ ” .. أكبرُ مثال على ذلكَ إن تطرّقنا لموضوع ” التطوّر ” أو نظريّة التطوّر . فهذه النظريّة علميّة .. وليس إيمانيّة . موضوعها التطوّر البيولجيّ كيف تطوّر أوّل خلية ، إلى أنواع ٍ حيّة كثيرة ، من الحشرات والحيوانات وصولا إلى البرمائيّات وأخيرًا ، إلى الفكر والجهاز العصبيّ وبروز الدماغ والإستقلاليّة الذاتيّة وظهور الحريّة البشريّة .. طبعًا : هناكَ علماءٌ كثيرونَ تطرّقوا لهذا الأمر ، ووفّوا الموضوع حقّه منهم الأب العالم اليسوعيّ تيلار دي شاردان .. الذي تكلّم عن الروح الذي يعملُ من البدء في المادّة وصولا إلى إكتمالها . وهذا الأمرُ ، لا يتعارضُ أبدًا والإيمان الكتابيّ في الخلقْ .