“في زمن يسوع ابتعدت طبقة من الشعب عن العامة ولحقت بإيديولوجياتها وبدأت تتجه نحو الفساد” هذا ما استهل به البابا عظته اليوم في القداس الذي ترأسه بحضور 493 عضوًا من البرلمان الإيطالي. كانت في تلك الأزمنة الإهتمامات الشخصية طاغية لدرجة أن المسيح كان أمام أعينهم ولم يعرفوه وحتى عيروه بأنه مع الشيطان.
أشار البابا الى أن القراءة من سفر إرميا 7: 23- 28 تبيّن محاولة إظهار الحقيقة للناس والطلب إليهم أن يصغوا الى كلمة الله ولكنهم لم يبالوا، “هذا هو ألم الرب، هذا هو ألم الله” وهذه الحقيقة، بحسب البابا، موجودة اليوم أيضًا في الإنجيل، وهي عدم القدرة على رؤية الله بخاصة من قبل المسؤولين الذين يقودون الشعب.
“قلب هؤلاء قاس لدرجة أنهم لا يستطيعون سماع صوت الرب، وكخطأة زلّوا ووقعوا في الفساد، وأصبحوا فاسدين لدرجة أنهم لا يستطيعون العودة الى الوراء…الخاطئ يعود لأن الرب رحوم وينتظره ليسامحه ولكن الفاسد يقبع في هذه الأعمال فأفسدته معها.” وتابع الأب الأقدس شارحًا بأن الذين ساروا على الطريق الخطأ أصبح من الصعب بالنسبة اليهم أن يتلقوا محبة الرب فهم قد فقدوا إيمانهم…
“لقد رفضوا محبة الرب واختاروا منطق الضرورة الذي لا يتيح أي مكان لوجود الرب وبالتالي ابتعدوا عن جدلية الحرية التي تسمح لتواجد الرب في حياتنا هذه الجدلية التي تظهر بأن الرب صالح ويحبنا كثيرًا، ولكن منطق الضرورة هو منطق الفرض الذي ينص على: عليك أن تفعل كذا وكذا، يجب عليك…”
في ختام العظة طلب الحبر الأعظم من أعضاء البرلمان أن يفتحوا فلوبهم للرب ولا سيما في زمن الصوم الكبير هذا قائلا: “فلنصلّ ليمنحنا الرب نعمة السير دائما على طريق الخلاص، ولنفتح أنفسنا للخلاص الذي يأتي فقط من عند الرب، ومن الإيمان، ليس الخلاص الذي يطرحه علينا “دكاترة الضرورة” الذين فقدوا ايمانهم وحكموا الشعب بمنطق الضرورة.”