في إطار الندوة الصحفية في المركز الكاثوليكي للإعلام، بدعوة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام حول “العنف الاسري”، كانت مداخلة للدكتورة إلهام كلاّب البساط جاء فيها : “البارحة رُقيّة. أم لولدين تموت قتلاً بالرصاص، ويضاف اسمها إلى أسماء من سبقها من النساء المعنفات المقتولات ضرباً خنقاً، بالسم، بالطناجر، بالرصاص، بالعصي. هلا هذا هو لبنان؟ لم اصبح العنف يقاسمنا خبزنا اليومي، يتجول في شوارعنا، في انقجارات واغتيالات وخطف وقتل.. ثم يدخل بيوتنا، يبعثر عائلاتنا.”
تابعت: “والأخطر أن إنفجارات الخارج تستحوذ على الإهتمام الأكبر وهذا طبيعي، بسبب مداها الإجرامي، ولكن انفجارات الداخل، إنفجار العائلات، عماد المجتمع ومستقبله، تتحول إلى “السترة” أو البكاء أو لملمة الشكوة، وخاصة إلى مشروع قانون لا زلنا نطالب بإقراره عبثاً منذ ثلاث سنوان وقد نال نصيبه من جلسات النقاش في اللجان النيابية (حوالي 50 جلسة) أكثر مما ناله أي مشروع قانون مل يُقرّ.. وغداّ تُقتل امرأة أخرى.”
تابعت: “لا يتضمن قانون العقوبات اللبناني مادة تعاقب على العنف الأسري بالرغم من أنه يحوي على مواد عديدية تعاقب على ما يتّشكل منه العنف الاسري. “
أضافت “انواع العنف كثيرة منها العنف الجسدي من الضرب إلى الإيذاء إلى التهديد بالقتل إلى محاولات والحض على الفجور وخطف الأولاد واحتجازهم؛ والعنف النفسي والمعنوي واللفظي من شتائم وحجز للحرية وتهجم وافتراء وتشهير؛والعنف الاقتصادي وهو احتجاز اموال أو تحطيم موجودات، وتضيق في الإنفاق وحرمان من حق العمل واستيلاء على أموالوالعنف الجنسي وهو ظاهرة اجتماعية تعاني منها العديد من النساء، ويصعب إثباته لإنه يحدث غالباً خلف الجدران.”
وفي النهاية توقفت عند نقاط قانونية أساسية: قانون العقوبات وهو يعكس قيم المرحلة التي وضع فيها وثقافتها في فترة الأربعينان عندما لم تكن المرأة قد اكتسبت بعد ولو صفة المواطنة. لذا هو يتعامل مع بعض الجرائم بتمييز وأعذار، تتعدى فيها الأعراف الإجتماعية والدينية على القانون، ويعامل بالمساواة رجل وإمراة غير متساويين، بالرغم من التعديلات المضنية ألتي أجريت على ما يسمى جرائم الشرفن وهي عار القانون.”
تابعت “إنشاء جامعة فريدة من نوعها في بيروت هي طجامعة اللاعنف وحقوق الإنسان، والتي تسعى إلى التربية على مفاهيم علائقية جديدة وعلى ثقافة لا عنفية في لبنان وفي المجتمعات العربية.”
أضافت “وهنا لا يسعني وبعد اللجوء السوري المتنامي إلى لبنان، إلا أن اذكر العنف المتنامي هنا، في زواج القاصرات والإغتصاب وامتهان نساء هن أكثر الفقيرات فقراً وأكثر المعنفات بؤساً… والتخلف سهل ومُعدٍ بينما التقدّم جهد وإرادة ويقظة.”
وختمت بالقول “إن العنف القاتل الذي يجلبب العالم العربي اليوم إنما يشكل حاضنة اساسية ومبرّرة لكل أنواع العنف الأسري على خلفية التهجير والخوف والفقر والبطالة والبؤس لذا يشكل إلحاح المجتمع الدولي ونشاط المجتمع المدني في هذه الأوطان المعتمه الآن، قناديل الأمل التي تسعى إلا يكون الفقر قدراً والعنف امتيازاً وإلا يكون للنساء إمتياز الضحية.”