رعى بطريرك انطاكية وسائر المشرق والإسكندرية وأورشليم للروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام، بدعوة من “جمعية الراهبات الباسيليّات المخلصيات” لسيدة البشارة، وبمناسبة اليوبيل الماسي للفرع المرسل، حفل إفتتاح السنة اليوبيلية في دير سيدة البشارة، في جون، في حضور السفير البابوي في لبنان المونسنيور غبريالي كاتشا، ممثل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي مطران صور للموارنة نبيل الحاج، راعي ابرشية الفرزل وزحلة والبقاع للروم الكاثوليك المطران عصام يوحنا درويش، راعي أبرشية صيدا ودير القمر لطائفة الروم الكاثوليك المطران ايلي الحداد، راعي أبرشية صيدا ودير القمر للطائفة المارونية المطران الياس نصّار، راعي ابرشية بيروت وجبيل لطائفة الروم الكاثوليك كيرلس بسترس، المطران ميشال أبرص، الرئيس العام للرهبانية الباسيلية المخلصية الأرشمندريت انطوان ديب، الرئيسة العامة للراهبات الباسيليات المخلصيات الأم منى وازن، الرئيسة العامة للراهبات الباسيليات الشويريات الأم ليونتين أبو رجيلي، الرئيسة العامة للراهبات اليسوعيات الأم دانيالا حروق، وزير السياحة ميشال فرعون، النائب ميشال موسى، ممثل النائب نعمة طعمه طوني انطونيوس، الوزيران السابقان سليم جريصاتي والياس حنا، النائب السابق ايلي سكاف، محافظ الجنوب نقولا بوضاهر، ممثل قائد الجيش العميد الركن ريشار الحلو، ممثل المدير العام لقوى الأمن الداخلي العميد ايلي برادعي، المقدم جوزف غنوم ممثلا قائد الدرك العميد الياس سعادة، رئيس اتحاد بلديات اقليم الخروب الجنوبي حسيب عيد وحشد من الشخصيات الرسمية والأمنية والعسكرية والاعلامية وقضاة ورؤساء بلديات ومخاتير وهيئات تربوية وممثلون عن الاحزاب وكهنة ورهبان وراهبات ووفود من مختلف المناطق اللبنانية.
الرئيسة العامة وازن
استهل الحفل بالنشيد الوطني ثم النشيد المريمي عزفتهما فرقة موسيقى قوى الأمن الداخلي، ونشيد ثانوية سيدة البشارة اداه طلاب مدرسة سيدة البشارة في الفرزل، ونشيد اليوبيل الذي أعدّ خصيصاً للمناسبة وقدمه طلاب مدرسة سيدة النياح في ابلح، ثم تحدثت الرئيسة العامة وازن فقالت :” إنّ اليوبيل الماسيّ هو تاريخ من تاريخ، ليس فقط تاريخ الفرع المرسل من تاريخ الرهبانيّة الذي يناهز الثلاثة قرون، بل هو تاريخ من تاريخ حكاية الله مع الإنسان الذي يجد أبهى تجليّاته في حدث البشارة. فإلى هذه اللوحة البشاريّة أعود، لأنّني لا أرى أبهى منها لوحةً تعبّر عن نظرتنا إلى رهبانيّتنا وإلى يوبيلنا”.
وأضافت “تأمّل مؤسّسو رهبانيّتنا ومؤسّساتها، فرأوا أنّ تلبية دعوتنا الرهبانيّة تتمّ في رسالتنا لدى الإنسان، فالربّ يريدنا أن نُفهم الجميع أنّ ملكه الذي لا نهاية له، نشعر به كذلك على الأرض، كلّما جاوب انسان، مثل العذراء مريم: “ها أنا في خدمة الربّ، فليكن لي بحسب قوله”. كلّ منّا مسؤول عن إظهار ملكوت الله، وعن التأكيد بأنّ هذا الملك لا نهاية له. وهكذا أنشئت المدارس والمياتم وبيوت العجزة، وهكذا انطلقنا في وجوه عديدة للرسالة المسيحية مثل السهرات الإنجيليّة والعمل الرسولي مع الشبيبة والحركات الرسوليّة. ومكان وجود اديرتنا ومراكزنا، في لبنان وسوريا والأردن والأراضي المقدّسة، تعبّر عن قوانيننا وعن مفاهيمنا. نحن، أوّلا، في الأطراف، وخاصّة لدى الفقراء والمهمّشين. رسالتنا تقضي بعدم التمييز بين انسان وآخر، في الدين أو الطائفة او الانتماء إلى طبقات اجتماعيّة مختلفة، أو إلى افكار سياسيّة مختلفة. كما تعكس أماكن تواجدنا تفاعلنا مع الأحوال المتقلّبة التي مرّت فيها بلدان هذه المنطقة، عبر التاريخ. لقد عانت رهبانيّتنا، وما زالت تعاني، ممّا يضرب منطقتنا الحبيبة من حروب ونزاعات. تجاه كلّ ذلك، تتابع رهبانيّتنا رسالة اليوبيل الذي اطلقه يسوع، تجاه المهمّشين والفقراء، محاولةً زرع السلام أينما حلّت. حسبنا، في كلّ عملنا، أن نحقّق رغبة قداسة البابا فرنسيس الذي يدعونا في الإرشاد الرسولي “فرح الإنجيل” إلى “الخروج من رغدنا الشخصيّ وإلى التحلّي بالشجاعة من أجل الوصول إلى كلّ ’الهوامش’ (périphéries)التي هي بحاجة لنور الإنجيل” (عدد 20). يدعونا قداسة البابا، ليس فقط بتعليمه، بل بمثله المذهل الذي لاقاه العالم أجمع بالاحترام والتقدير. فيما أشكر سعادة السفير البابوي في لبنان، سيادة المطران غابريله كاتشا السامي الاحترام، على تكرّمه وحضوره بيننا، أسأله أن ينقل إلى قداسته مشاعر البنوّة والخضوع لشخصه ولخدمته البطرسيّة”.
وختمت”اخواتي الراهبات الحبيبات، أفكّر في كلّ واحدة منكنّ، وانتنّ زينة هذا اليوبيل، لأنكنّ استمراريّة تاريخ رهبانيّتنا. كما افكّر بكلّ راهبة سبقتنا في الخدمة في الرهبانيّة، فيغمرني شعور التأثّر والشكران، في الوقت عينه، تعلو قلبي، باسمكن، صلاة: أن يكون يوبيلنا حالة دائمة، وامتدادًا ليوبيل الربّ يسوع الذي خلّص الجميع وحطّ انظاره بشكل خاص على المهمّشين”، شاكرة جميع الحضور على انجاح احتفال الراهبات.
ثم تم عرض فيلم عن تارخ ومراحل تأسيس جمعية الراهبات ومؤسسات الرهبنة حتى يومنا.
البطريرك لحام
ثم القى البطريرك لحام كلمة فهنأ الراهبات المخلصيات والرهبانية المخلصية على هذا اليوبيل، شاكرا الرهبانية على” الرسالة التي قامت بها لسنوات من مرحلة انتقال الرهبانية من النظام الرهباني المتوحّد الى النظام الإرسالي”، مشدداً على “الدور
الكبير الذي لعبته الراهبات إعلاء مؤسسات الرهبنة”، وقال”: “كم من الرهبات بذرن كل هذه المؤسسات ليتمكنن عالم اليوم الذي يبحث حيناً في القلق، وحيناً آخر في الرجاء من ان يقبل البشرى الحسنة، لا عن يد مبشرين حزانى ويائيسين نافذي الصبر قلقين، بل البشارة عن يد خدام للانجيل تشع حياتهم حماساً، فهؤلاء هم يمكنهم ان يحملوا البشارة وينقلوها الى الآخرين، فهذا هو واجب وعمل ورسالة الراهبات المخلصيات، وكل هذا الكلام هو برنامج حياتهن، فواجب الراهبة ان تحبب بشرى الانجيل للآخرين، لاسيما للمستفيدين من خدمات الرهبانية.”
وأضاف ” نريد اليوم ومع احترامنا لكل الأديان، نريد في لبنان العزيز مسيحيين قادرين ان يظهروا الإنجيل وقيمه وتعاليم السيد المسيح وعجائبه، نريد مسيحيين يظهرون المسيح في حياتهم ومسلكهم وعملهم وحضورهم وشهادتهم وانتمائهم وانخراطهم في مجتمعهم وعملهم السياسي والاجتماعي وخدماتهم في كل مرافق حياة مجتمعهم. الكنيسة هي جماعة مؤمنين قادرين ان يظهروا المسيح المحب للبشر، كنيسة هويتها واضحة ناصعة ثابتة صامدة، هوية ظاهرة امام الجميع، تؤدي دورها ورسالتها امام الجميع بدون خجل او حياء او خوف او ذلّ، ان حرصنا على الوجود المسيحي نابع من هذه القناعات”.
وقال :” نريد المسيحي القادر ان يصبر ويثبت ويحمل هذه الرسالة المقدسة، هذا هو الي يصمد ولا يهاجر ويحتمل الآلام والويلات والمصائب ويقبل حتى الشهادة. نريد مثل هؤلاء المسيحيين! يحملون الى مجتمعهم بشرى الإنجيل، بشرى الخير والسلام، ويظهروا في حياتهم وأعمالهم الرب المحب للبشر، هؤلاء يحافظون على الحضور المسيحي في الشرق”، معتبرا “ان الحضور المسيحي بدون الالتزام برسالة مسيحية ودور مسيحي لا معنى له، ورسالة مسيحية بدون حضور مسيحي غير ممكنة”، مشددا على “أهمية ان نربط الحضور المسيحي بالرسالة المسيحية والدور المسيحي”، معتبرا “كم هو جميل ان تتحمس الراهبة لمثل هذا الدور المريمي المسيحي الممتاز والمفصلي في رسالة الكنيسة”، مؤكدا على جوهر عمل الراهبة المرسلة والجماعة الرهبانية… في ان يظهروا الانجيل انه خبر سار جذاب مفرح مشجع يرفع الانسان ويشحن معنوياته ويشفيه من عاهات نفسية وجسدية.”
وتطرق البطريرك الى الوجود المسيحي فس سوريا فأشار الى انه “بعد العيد الكبير سيقوم ببناء كنيسة جديدة في جرمانا في سوريا”، لافتا الى انه تتم الصلاة منذ سنوات في الشارع”، مؤكدا ان هناك من يستطيع اليوم بناء الكنائس.”
وقال :” لقد خدمنا سنوات طويلة في معلولا في سوريا، وسوف نعود اليها، وآمل ان تعود الراهبات قريبا الى معلولا مع تحريرها، وهنا نرفع الصلاة لأجل الأمن والسلام في سوريا، لأنه شئنا أم أبينا اليوم سوريا، فيها مفتاح خلاصها وخلاص من حولها، لبنان والاردن وخصوصا فلسطين، فأعتقد ان حل قضية فلسطين وحل الأزمة في سوريا مرتبطان، نحن نصلي من اجل لبنان الرسالة، لبنان البشارة، فهو سمي لبنان الرسالة، ونسميه اليوم لبنان البشارة، وانني افتخر بلبنان البلد الوحيد القادرعلى جمع كل الطوائف على كلمة جميلة في ان يكون عيد البشارة عيدا لهم جميعاً، فهذا العيد المشترك الوحيد، العيد الاسلامي- المسيحي، وهذا يدل على رسالة لبنان في الداخل والخارج،” داعيا الى الصلاة من اجل وحدة لبنان ووحدة العالم العربي”، لافتاً الى “انه مادام العالم العربي مقسّم فإننا في أزمات”، مؤكداً ان من يهجًر المسيحيين ليس المسلم، بل انقسام العالم العربي وعدم وحدته”، مشددا على أهمية وضرورة العمل على وحدة العالم العربي داخليا وخارجيا لنكون اقوياء.”
وفي الختام قدمت الأم وازن دروعاً تقديرية الى البطريك لحام والمونسنيور كاتشيا والمطرانين نبيل الحاج وايلي حداد والى عدد من الشخصيات خريجي مدارس الراهبات المخلصيات، عربون وفاء وتقدير.