درويش من مشغرة : أناشد جميع اللبنانيين للعمل لصالح السلام والاعتدال

احتفلت رعية سيدة النياح في بلدة مشغرة البقاعية بتدشين باحة الكنيسة الخارجية بعد ترميمها وتزيينها بأيقونات بيزنطية من الفسيفساء الملونن وذلك بقداس احتفالي ترأسه رئيس اساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران عصام يوحنا درويش بمشاركة المطران اندره حداد والكهنة حورج بشير، طوني ابو عراج ووسيم المر.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

حضر القداس النواب انطوان سعد وأمين وهبة، النائب السابق ناصر نصرالله، الوزير السابق سليمان طرابلسي، رئيس مجلس الجنوب الحاج قبلان قبلان، رئيس بلدية مشغرة جورج الدبس واعضاء المجلس البلدي، رئيس بلدية عيتنيت اسعد نجم، مسؤول حزب الله في مشغرة الشيخ محمد حمّادي، امام بلدة مشغرة السيخ عباس ذيبة، رئيس تحرير جريدة النهار غسان حجار، الصحافي نصري الصايغ، الإعلامي طوني بارود، وعدد كبير من ابناء مشغرة الذين قدموا من بيروت للمشاركة في هذا الحدث الى جانب ابناء البلدة.

وبعد الإنجيل المقدس القى المطران درويش عظة بارك فيها للرعية بالساحة الجديدة وبعيد التجلي في 6 آب وعيد انتقال السيدة العذراء في 15 آب،  وتطرق الى الوضع الراهن في لبنان ومما قال :”  انا اليوم معكم ادعو العالم ليأتوا الى مشغرة ويختبروا المحبة بين الأديان، ادعوهم ليروا المطران والكاهن والشيخ المسلم معاً يشهدون للقيم الدينية الحقيقية، ادعو الذين يريدون أن يقتلوا فينا شعلة الحب بين المسيحي والمسلم ليأتوا ويشادوا ويختبروا معنا أن شعلة المحبة في مشغرة وفي لبنان تزداد تألقاً وبهاءً.”

وأضاف”  نمر في هذه الأيام بأخطر مرحلة عرفها لبنان فحروب المنطقة والإرهاب والتطرف بدأ يقترب منا وصار القلق جزءاً من حياتنا وصرنا نخاف على خبزنا اليومي. ما العمل وكيف نقاوم وماهي الطريق للخروج من هذه الأزمات القاتلة؟

لقد ساهم السياسيون عن قصد أو عن غير قصد عندما أوصولنا الى الفراغ في السلطات وبخاصة رئاسة الجمهورية، والمسيحيون يتحملون القسط الأكبر من هذه المسؤولية، لقد حان الوقت أن يجلس الزعماء معاً وبشكل محدد الزعماء الموارنة، ويلتفوا حول الكنيسة ويفكروا بتجرد ويقرروا ماذا يريدون ومن يريدون. فاللعب بمصير لبنان حرام.

ومطلوب منا كلبنانيين بمختلف طوائفنا أن نتكاتف ونتوحد، مسلمين ومسيحيين، فلنا دعوة واحدة في الوقت الحاضر وهي أن نساهم معا بإيجاد حلول لمشاكل مجتمعنا.”

وتابع ” ما من شك بأن مصداقية الإسلام والمسيحية على المحك! مصداقية المطران والشيخ والكاهن والمسيحي المؤمن والمسلم المؤمن هي على المحك! وإذا لم نساهم معا في حل مشاكلنا سيتساءل كثيرون عن جدوى الأديان. ففي المسيحية والإسلام فسحة كبيرة للعمل معا وفسحة كبيرة للمحبة والتضامن والأخوة والرحمة والتعاون.

من أجل ذلك أناشد اليوم جميع اللبنانيين، بكل قلبي وجوارحي، أن نعمل لصالح السلام والاعتدال وأن نُسكت بمحبتنا وصلاتنا أصوات أصوات الذين يتخذون الدين مطيّة لأعمال شيطانية.

أصلي معكم من أجل الشهداء الذين يسقطون يوميا (ومنهم من ابناء هذه البلدة الحبيبة) ليحافظوا علينا كي لا تُدنس قرانا ومدننا وكنائسنا وجوامعنا”

وختم درويش عظته بالقول ” لا ننسى أبدا ما قاله لنا السيد المسيح في إنجيل اليوم: “ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان”. فيسوع الحنون لم يشأ أن يعود أولاده إلى ديارهم وهم جياع. وهو اليوم لن يترك أولاده في لبنان فريسة للتطرف والإرهاب. وكما بارك وكثّر الخبزات وأطعم الناس، هكذا يريد أن يُنعم علينا  بحياة هادئة وسلامية وهو القائل: “جئت لأعطيهم الحياة وأعطيهم إياها بوفرة”.

يقول يسوع عن نفسه أنه خبز الحياة، من يأكل من هذا الخبز يحيا إلى الأبد. إنه عطية الرب التي تجعل حياة الله دائمة فينا.”

وبعد العظة منح المطران درويش شهادة تقدير لوكيل الوقف السيد انطوان رزق لجهوده وتعبه في الكنيسة كما قدم له سيادته نسخة من الإنجيل المقدس، كما شكر سيادته اللجنة المالية التي ضمت المختار جبران بولس والسيدة عايدة خليل على جهودها، وشكر السيدة غادة برشان والسادة ايلي ابو عراج وخليل رزق على تعاونهم.

وفي نهاية القداس القى السيد طوني رزق كلمة شكر فيها المطران درويش على عاطفته الأبوية ولفتته الكريمة تجاهه وتجاه الرعية، كما توجه بالشكر لكل من ساهم في انجاز العمل في ساحة الكنيسة من مهندسين وعمال، اللجنة المالية التي اشرفت على العمل، المحسنين الذين قدموا المواد والوقت لإتمام العمل في الوقت المناسب.

وبعد القداس اقيم غداء كبير في مطعم شاليه دو لاك أحياه الفنان نقولا الإسطا، حضره اضافة الى النواب دولة الرئيس ايلي الفرزلي والوزير السابق محمد رحال، والقى الأستاذ نصري الصايغ كلمة في تكريم السيدة سامية غطاس مسؤولة الجوقة في الكنيسة، وسلّمها المطران درويش درعاً تكريمياً في المناسبة، كما قدم درعاً تقديرياً للمهندس بشير ابو منصف الذي اشرف على الورشة.

وقبل الغداء قام المطران درويش بزيارة امام بلدة مشغرة الشيخ عباس ذيبة في منزله وعرض معه الأوضاع في البلدة وشدد على تعزيز التعاون والتآخي بين اهل البلدة.

كما زار سيادته مسؤول حزب الله في مشغرة الشيخ محمد حمّادي وعرض معه الأوضاع بشكل عام وبعد اللقاء قال درويش ” تشرفت بزيارة الشيخ محمد حمادي الصديق والحبيب في داره، هناك علاقات محبة مشتركة تجمعنا مع سماحته ومع اهالي مشغرة. أحببت مشغرة لأنها بلد التعايش والمحبة والإخاء، واليوم في هذه المناسبة، ولبنان يتعرض لهجمة ارهابية على الحدود، نريد ان نؤكد على محبتنا مسلمين ومسيحيين، ونريد ان نقول للعالم أن يأتوا الى مشغرة ويشاهدوا هذا التعايش الجميل والمحبة بين المسلم والمسيحي، أن يأتوا ويتعلموا من لبنان كيف تتعايش الأديان الحقيقية التي نؤمن بها.

نتشرف بزيارة سماحته وإنشاءالله هذه الزيارة تبني مداميك جديدة لصداقتنا ومحبتنا كي نبرهن للعالم اننا واحد، يمك
ننا معاً أن ندرأ كل الأخطار المحيطة بنا.

وفي هذه المناسبة أصلي وأرفع الدعاء الى الرب لكي يرحم شهداء الجيش اللبناني وشهداء المقاومة الذين قدموا دمهم وذاتهم من اجل ان نبقى ونعيش بكرامة في هذا البلد.

ما يتعرض له لبنان اليوم هو غريب عن تقاليدنا العربية واللبنانية، ففي لبنان وسوريا عشنا دائماً مسيحيين ومسلمين ولم يكن هناك اي تفرقة فيما بيننا، هذه الموجة الآتية من خارج حدود وطننا العربي هي مرض لا يمكن استئصاله الا بمحبتنا ووحدتنا وتأكيد التعايش بين المسيحيين والمسلمين.”

من ناحيته شدد الشيخ حمادي على ضرورة  الوحدة والأخوة للوقوف بوجه كل المؤامرات ومما قال ” نرحب بسيادة المطران في هذه الزيارة الكريمة والمباركة، ونعبّر عن سرورنا وفرحنا ونحيي مواقفه الطيبة التي تخدم الإنسانية والمنطقة، وبالتالي لنؤكد في هذه البلدة وهذه المنطقة على الوحدة والأخوة والوقوف بوجه كل المؤامرات والفتن والأعمال التي لا ترتبط بثقافتنا ومنطقتنا وديننا، ونؤكد مع سيادة المطران على ان كل المحاولات التي يقوم بها الإرهاب والمحاولات التي يقوم بها اعداء هذه المنطقة واعداء هذا البلد الحبيب وكل الشرق الأوسط، نؤكد اننا سنبقى في خندق واحد ومكان واحد ورؤية واحدة لأننا اصحاب رسالة وأصحاب مبدأ يرتبط بإله ورب واحد.

انشاءالله نكون معاً لمحاربة هذه الأفكار التكفيرية الإرهابية الغريبة عنا، وانشاء الله سوف نستمر مع كل المخلصين ومع كل الطيبين حتى نفوت هذه الفرصة، ولا يسعنا الا أن نحيي مواقف سيادته الوطنية الطيبة ووقوفه الى جانب المقاومة وشهدائها وعمله الدؤوب والمستمر لتثبيت اواصر العلاقة الطيبة بين المسيحيين والمسلمين الموجودة بالأصل والتي تحتاج الى المزيد من الجهد.

نحن وإياكم نحيي مواقف الصلبة والشجاعة لجيشنا ولشعبنا ولكل المخلصين في لبنان ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للسير قدماً نحو خير هذا البلد وهذا الوطن وهذه الأمة.”  

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

خليل عاصي

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير