أيها الإخوةُ والأخواتُ الأعزاء، لقد رأينا في التعاليمِ السابقة كيف أنَّ الكنيسةَ تُشكِّل شعبًا، شعبٌ أعدّه اللهُ بصبرٍ ومحبة وقد دُعينا جميعًا للانتماء إليه. أمّا اليوم، فأريدُ أن أُسلِّط الضوءَ على الحداثةِ التي تُميّزُ هذا الشعب والتي تقومُ على العهدِ الجديدِ الذي أقامَه الربُّ يسوع من خلالِ بذلِ حياتِه.

هُناكَ صورةٌ هامةٌ تجمعُ بين العهدينِ القديمِ والجديد وهي صورةُ يوحنا المعمدان، والذي كـ "سابق" و"شاهد" يلعَبُ دورًا مركزيًّا داخلَ الكتاب المُقدَّس بأَسرِه لكونِه جسرًا بينَ وعدِ العهدِ القديم وكمالِه، وبينَ النبؤاتِ وتحقيقِها بيسوع المسيح. فبشهادتِه يُرشدُنا يوحنا إلى يسوعَ ويدعونا لإتباعِهِ ويقولُ لنا بوضوحٍ إنَّ الأمرَ يتطلَّبُ تواضعًا وتوبةً وارتدادًا.

وكما أقامَ موسى العهدَ مع اللهِ بقوَّةِ الشريعةِ التي نالها في سيناء، هكذا يسوع، من تلّةٍ على شاطئِ بُحيرةِ الجليل، يُسلِّمُ تلاميذَه والجموعَ تعليمًا جديدًا يبدأ بالتطويبات. فالتطويباتُ هي الطريقُ التي يُرشدنا إليها الله كجوابٍ على رغبةِ السعادةِ المُتجذِّرة في الإنسان وكَكمالٍ لوصايا العهد القديم.

أيُّها الأصدقاءُ الأعزاء، يقومُ العهدُ الجديد على اعترافِنا بأنَّنا مغمورون برحمةِ الله ورأفتِه بالمسيح. وهذا ما يملأُ قلبَنا بالفرح ويجعلُ من حياتِنا شهادةً جميلةً وصادقة لمحبَّةِ الله لجميعِ الإخوة الذين نلتقيهِم كلّ يوم. 

أُرحِّبُ بالحجّاجِ الناطقينَ باللغةِ العربية، وخاصةً بالقادمينَ من الشرق الأوسط. أيُّها الأصدقاءُ الأعزاء، تذكّروا على الدوامِ أنَّ التطويباتِ هي طريقُ السعادةِ الحقيقيَّة التي يُمكنُنا نحنُ أيضًا أن نسيرَها بالنعمةِ التي يمنحُنا إيَّاها يسوع. ليُبارِككُم الربّ!

***

جميع الحقوق محفوظة لدار النشر الفاتيكانية.

تجلّي يسوع … عند مرقس ومتى (ستّة أيّام ٍ ) ، وعند لوقا (ثمانية أيام) … هل هناك تناقض، أم ماذا؟

الكلّ الآن ، على الأغلبْ ، عرفَ معنى تجلّي الربّ يسوع على الجبل … لكن ، الكثيرونَ يقفون حيارى أمام قضيّة الأرقام في الإنجيل … ! فهنا سنرى ما معنى ” الستّة أيّام ” التي من بعدها أخذ يسوعُ الثلاث تلاميذ معه على جبل ، على إنفراد وتجلّي بمرأىً منهم ..!