خبرة التجلي… اليوم…

“وبعد ستة أيام أخذ يسوع بطرس ويعقوب ويوحنا وصعد بهم إلى جبل “عالٍ” منفردين وحدهم وتغيرت هيئته قدامهم.” (مرقس 2:9)

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

إنه التجلي : فيه تتغير هيئة المسيح البشرية، بطريقة درامية و يتمكن تلاميذه من رؤيته في مجده الإلهي.
تصف الأناجيل مكان الحدث على إنه “جبل عالٍ” . ويسمّي التقليد هذا الجبل المرتفع :
إنه طابور.
من يعرف جغرافية المكان يخبرنا أن طابور هذا ليس بتلةٍ صغيرة إنما هو في الواقع يوجب ما نصفه ب”تسلق إلى الأعلى” ، و يطل على وادي يزرعيل كمن يطل من طائرة. ربما استغرق التلاميذ برفقة الرب، يوماً كاملاً و ربما اثنين للوصول الى أعلى الجبل سيراً على الأقدام… و لا بد أنهم كانوا أشداء لمثل هذا الصعود.
لا بأس !! فإن الرؤية التي سوف يختبرون لا تترك مجالاً للتذمر بشأن هذا التعب، و هكذا رؤية لا تأتي إلا بعد الصعود الشاق والصعب!!

هو الواقع الذي سوف يختبره كل من يسير دروب الحياة الروحية … فإن الصعوبة تعطي رؤية جديدة، وتفتح آفاقًا جديدة، وتجلب فهماً أعمق.
طبعاً لا نبشر ب” المعاناة” فهي ليست شيئا “نتمتع” به ، و هي ليست الغاية وإنما هي جزء من الصعود.
توصينا إحدى الأغنيات الروحية القديمة في حياة الجهاد: “أن نتسلق من الجانب الوعر من الجبل!” والمفارقة هنا أنه من الأسهل أن يصعد المرء على الجانب الوعر من الجانب “السلس”. فحيث الوعورة و الصخور: التقدم صعب و لكن آمن، لإن لا إنزلاق فيه… بعكس الجانب السلس الذي يبدو أسهل و لكنه أكثر خطورة.
حياتنا الروحية : نريدها سلسة، سهلة، ولا صعوبة فيها… و لا صليب!! ولكن في الواقع، الرؤية الأوضح لا تكون إلاّ بالجزء العلوي ، و التسلق الآمن لا بد من أن يكون شاق!!
لرؤية مجد الرب لا بد من الصعود الوعر… وجبل التجلي لا بد أن يمر بالجلجلة : هناك الصليب هو العكّاز … و المكافأة هي وجه الرب المجيد!!

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

أنطوانيت نمّور

1

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير