وشددت الهيئة التي تنطق باسم كل المجالس الأسقفية الأوروبية أنه يجب استعمال "كل الوسائل الممكنة المشروعة" لهذه القضية.
وشرح الأساقفة أن الأوضاع غير الإنسانية التي يفرضها الإرهابيون تفرض على الرأي العام العالمي تدخلاً طارئًا "لتطبيق تدخل ملموس" ينجي حياة مئات الآلاف من الأشخاص المعرضين للموت جوعًا وعطشًا.
وإلا جانب التدخل لحماية الأقليات وحقوقهم، طالب الأساقفة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بتقديم مساعدة سريعة للعدد الهائل من اللاجئين والفارين وضمان أمنهم وعودتهم الآمنة لمدنهم وبيوتهم.
وفي هذا الإطار، تحدث البيان عن أهمية الحضور المسيحي في الشرق الأوسط وهو "حضور ضروري للسلام على مستوى إقليمي وعالمي"، وهو حضور بات في خطر كبير بسبب "المأساة التي تجري الآن في شمال العراق".
لقد سئمنا من نداءات السلام ومناشدات الحوار. المحبة والغفران المسيحي ليسوا غباءً وضحكًا على الذقون. القديس أغسطينوس والقديس توما الأكويني كانوا أكثر واقعية منا. للقديس أغسطينوس تعبير شهير: “si vis pacem, para bellum” ومعناه: “إذا أردت السلام، أعدد للحرب”.
اليوم الأول في كوريا الجنوبية
إلى الولايات المتحدة الأمريكية، والاتحاد الأوربي والجامعة العربية
لقد ألقت مأساةُ مسيحي الموصل، وبلداتِ سهل نينوى بظلالها على أبناء شعبنا بشكل غير مسبوق. وبمثابة أي زلزال أرضي يسترعي انتباه العالم لنجدة عدة آلاف، فإننا في هذا النداء، نرى من واجبنا الاخلاقي أن نخاطب الضمير العالمي، بأن نحو مائة ألف شخص كانوا ضحيّة الزلزال البشري للهجمة الارهابيّة، فهجرت عشرات الآلاف من 13 بلدة من سهل نينوى، وتبعثروا في مدن وقرى عديدة، ويعيش الكثير منهم في وضع تعيس في الاماكن العامة في مدن اقليم كوردستان. كل هذا حدث منذ سبعة أيام من دون أن تظهر في الافق بوادر نجدة فاعلة.
امام ضخامة الحدث وخطورته، نرى من مسؤوليتنا الروحيّة والانسانية أن البيئة غير مؤهلة، والمعاناة تتعاظم. وإذ نلمس أن الجهد الأممي لإنقاذ هذه العائلات شبه غائب، فإننا نلفت انتباه الأسرة الدولية، إلى عدم امكانية التعويل حاليا على الحكومة المركزية. فلا بدّ أن المراقبين انتبهوا إلى نوع الحراك السياسي المتواضع منذ العدوان على الموصل قبل شهرين ونيف، وما يستغرقه من وقت مهدور المخاض العسير في تشكيل الحكومة المركزية، وحتى يشتد عودها تحتاج الى وقت آخر لاستعادة هيبتها وفرض النظام والامن على عموم البلد.
ولا نخفيكم أننا لم نأل جهداً، في مناشدة السياسيين والمراجع الدينية، وبرغم التعاطف الأخوي، نبقى نواجه هذا العجز المحبط أمام تفاقم الظروف التي تعيشها هذه العائلات. فبعد أن أقر الجميع بخطورة الإرهاب عالميًا، ننادي الولايات المتحدة الامريكية التي لا ينكر العالم نفوذها ويرى تحمـّلها الجزء الكبير من مسؤولية هذا الفراغ، ونحضّ الاتحاد الأوربي في مواقفه المتزايدة، وننتخي فروسية المواقف لدى زعماء الجامعة العربية، للتكاتف ضدّ شبح الإرهاب، والتحرك السريع لتحرير بلدات سهل نينوى من المقاتلين الجهاديين لتتمكن هذه العائلات من العودة الى بيوتها واستعادة ممتلكاتها والمحافظة على خصوصيتها الدينية والثقافية والتراثية من خلال تأمين حماية دوليّة فاعلة لحين استقرار المنطقة وتتمكن الحكومتان المركزية وحكومة اقليم كوردستان من فرض القانون. ويؤلمني ان اقول ليفتح باب الهجرة لمن يشاء، وما لم يتغير هذا الواقع، فإننا جميعا أمام وقوع مأساة ابادة بطيئة لمكّون أصيل بكامله وخسارة بلداتنا وتاريخنا وارثنا الثقافي!
ملاحظة: هذه الرسالة تمت باتفاق اساقفة الموصل.