فسّر البابا معنى أن يكون الأساقفة حراسًا للذكرى قائلاً: “أنتم سلالة الشهداء وورثة شهادة إيمانهم البطولي بالمسيح. كما وأنتم ورثة تقليد عظيم بدأ ونما بفضل أمانة ومثابرة وعمل أجيال العلمانيين…” وأضاف: “أن تكونوا حراسًا للذكرى يعني أكثر من مجرّد التذكّر واكتناز نعم الماضي بل هو استمداد الموارد الروحية لمواجهة المستقبل بحكمة ورجاء وعزم”.
“أن تكونوا حراسًا للذكرى يعني أن تنتبهوا إلى أنّ النمو يأتي من الله وهو في الوقت نفسه ثمرة عمل مثابر وصبور في الماضي كما في الحاضر. من هنا، ضرورة أن تكون ذكرى شهادائنا وذكرى الأجيال المسيحية واقعية ولا مثالية إذ النظر إلى الماضي من دون الإصغاء إلى دعوة الله للارتداد في الحاضر لن يساعدنا على متابعة المسير إنما سيوقف تقدمنا الروحي”.
وتابع البابا: “أيها الإخوة الأعزاء، باالإضافة إلى حراسة الذكرى، أنتم مدعوون أيضًا إلى حراسة الرجاء: إنه الرجاء الذي يقدمه لنا إنجيل نعمة الله ورحمته بيسوع المسيح، إنه الرجاء الذي ألهم الشهداء. وبهذا الرجاء نحن مدعوون لإعلانه لعالم يبحث عن شيء أكبر بالرغم من تقدمه المادي”.
وفسّر بأنّ الرجاء هو ضمان استمرار الشهادة النبوية في كوريا ويُعبَّر عنها من خلال الاهتمام بالفقراء وإعداد برامج تضامن لاسيما مع اللاجئين والمهاجرين الذين يعيشون على هامش المجتمع. وقال: “إنّ هذا الاهتمام لا يُعبّر عنه من خلال مبادرات محبة ملموسة فحسب إنما أيضًا من خلال العمل على تعزيز المستوى الإجتماعي والتربوي بشكل مستمر”.
وركّز على الاهتمام بالفقراء والمعوزين الذي لا يُحَدّ بالمساعدة فحسب متناسين حاجة كل شخص بل طلب أن نتضامن مع الفقراء إذ يشكل التضامن عنصرًا أساسيًا في الحياة المسيحية.
وفي نهاية خطابه، شجّع البابا أساقفة كوريا الكاثوليك أن يتابعوا جهودهم في تنمية وحدة وقداسة وحماس المؤمنين من خلال التأمل بمهمتهم كحرّاس للذكرى والرجاء قائلاً: “ليلهمانا الرجاء والذكرى وليقوداننا نحو المستقبل. أنا أذكر كل واحد منكم في صلواتي وأحثّكم على الثقة دائمًا بقوة نعمة الله: “الرب أمين سيثبّتكم ويحفظكم من الشرير” (2 تسالونيقي 3: 3). لنسأل مريم أم الكنيسة أن تزهر في هذه الأرض البذور التي زرعها الشهداء وروتها أجيال الكاثوليك المؤمنين وتُقدّم لكم كعربون لمستقبل بلادكم وعالمنا”.