درس إيمان من شهداء كوريا

بعد أن ظهر المسيحيون الكوريون على العلن، تم اضطهادهم لمدة 100 عام تقريبًا!

Share this Entry

ولكن سعير الاضطهاد، بدل أن يخنق الإيمان أججه. والتاريخ شهد على ذلك. ولدينا شهادات كثيرة في الضمير الوطني الكوري على إيمان هذه الجماعة.

وللبابا يوحنا بولس الثاني كلمات هامة بشأن الإيمان في كوريا، أهمها: “لقد وصلت حقيقة يسوع المسيح إلى أرض كوريا، وصلت بفضل الكتب التي بلغتكم من الصين. ومن خلال درب عجيب، دفعت النعمة الإلهية آباءكم المثقفين أولاً إلى بحث عقلي عن الحقيقة وعن كلام الله، وبعد ذلك عن الإيمان بالمخلص القائم من الموت”.

ويتابع: “بما أن آباءكم أرادوا أن يعيشوا بشكل أعمق شركة الإيمان المسيحي، أرسلوا في عام 1874 واحدًا منهم إلى بكين وهناك تعمّد. ومن هذا البذر الصالح ولدت الجماعة المسيحية الأولى في كوريا، جماعة فريدة في تاريخ الكنيسة، لأنها تأسست حصريًا من قبل العلمانيين”.

هذه الكنيسة الشابة والبسيطة قاومت حملات اضطهاد شرسة ودموية حصدت آلاف الشهداء. فبعد “أقل من قرن على الحضور المسيحي – يقول يوحنا بولس الثاني – بإمكان الكنيسة الكورية أن تتباهى بعشرات آلاف الشهداء. فالسنوات 1791، 1801، 1827، 1839، 1846، 1866 حملت وسم دم شهدائكم، وهي مطبوعة إلى الأبد في قلوبكم”.

نمو الإيمان في كوريا عجيب. ففي فترة 50 سنة، كان في الجماعة كاهنين فقط وكانا يأتيان من الصين نادرًا. “بالرغم من كل ذلك، فقد نما وتعمّق الإيمان والوحدة في المسيح من خلال الصلاة والحب الأخوي”.

لهذا الحشد الغفير من شهداء وشهود الإيمان، كُرس مزار سيو سو مون وهي ضاحية من ضواحي العاصمة سيوول. نحن بصدد أكبر مزار لشهداء الاضطهاد الديني في القرن الثامن عشر.

*

شهادة هؤلاء الكوريين هي رسالة قوية لمسيحيي اليوم المضطهدين، في الشرق وفي الغرب.

نعم، المسيحيون مضطهدون في الشرق حتى الموت. ولكن لا تظنوا أن مسيحيي الغرب ينعمون، فَهُم يعانون التهميش السياسي والأخلاقي في عالم بلا الله حيث تسود النسبوية الأخلاقية وحيث يُهمّش ويضطهد كل من يُؤمن بالقيم السامية.

فلنتعلم من مسيحيي كوريا: المسيحيون الكوريون لم يخنقهم الاضطهاد، لأن يسوع غلب الموت وغلب العالم. فلنثبت عيوننا على يسوع المسيح، رأس إيماننا ومكمله. هو الذي غلب الكره بالمحبة، والخطيئة بالغفران وبالصلاة من أجل الخاطئ والقاتل.

منطق مجنون؟ نعم وألف نعم. ولكن هذا، وهذا فقط، منطق الإنجيل. منطقنا نحن المسيحيين. المنطق الذي يذكرنا به الشهداء كل مرة تنجر قلوبنا للتفكير بمنطق الأرض، منطق الانتقام وشريعة الغاب. فلنترك الغاب لحيواناته، ولنترك المسيح يتصور فينا. آمين.

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير