التقى البابا فرنسيس اليوم عند الساعة السادسة إلاّ الربع بعد ظهر يوم السبت في توقيت كوريا الجماعات الرهبانية في قاعة “مدرسة الحب” في كوتونغنا حيث تُعطى صفوف الروحانية. وكان حاضرًا حوالى 5000 رجل وامرأة يخدمون في الرعايا في كوريا.
وجّه إليهم البابا كلمة للمناسبة عبّر فيها عن فرحه بلقائهم وركّز على أهمية الشهادة بفرح قائلاً: “إذا كانت شهادتنا فرحة عندئذٍ نجذب الرجال والنساء إلى المسيح. وهذا الفرح هو نعمة تتغذّى من خلال حياة الصلاة والتأمل بكلمة الله، الاحتفال بالأسرار والعيش في جماعة. عندما نفتقر إلى هذه الأمور، يظهر الضعف والمصاعب ليخففا من الفرح الذي عرفناه في بداية مسيرتنا”.
وأضاف: “أنا أعلم من خبرتي الشخصية أنّ حياة الجماعة ليست سهلة دائمًا إنها تدريب للقلب. ليس ممكنًا أن لا نتوقّع النزاعات؛ سينشأ سوء الفهم وعلينا مواجهته. ولكننا مدعوين لأن ننمو في الرحمة والمحبة الكاملة بالرغم من كل هذه الصعوبات. إنّ على اختبار رحمة الله المغذّى بالصلاة والجماعة أن يرسم كل ما أنتم عليه. إنّ عفتكم وفقركم وطاعتكم سيكونوا شهادة فرِحة لمحبة الله حتى تستطيعوا أن تقفوا بحزم على صخرة رحمته. وهذه هي الحال مع الطاعة الدينية. إنّ الطاعة الناضجة والسخية تتطلّب منكم أن تلتصقوا بالمسيح من خلال الصلاة… لا توجد طرقات مختصرة: إنّ الرب يرغب في قلبنا بالكامل وهذا يعني علينا أن “نترك” و”نخرج” من ذاتنا أكثر فأكثر”.
وأشار البابا إلى ضرورة أن يتعرّفوا على رحمة الله ككنز وليس كمصدر قوة فحسب. “حتى لو كنا في حال الضعف، يمكننا أن نقدّم له قلوبنا المشوّهة بالخطيئة والضعف؛ يمكننا أن نصل إلى المسيح حتى في الأوقات التي نشعر فيها بالعجز”. وشدد على ضرورة تجنّب الأمور التي يمكن أن تشتتنا وتسبب للآخرين الحيرة. وأكّد بأنّ “الفقر في الحياة المكرّسة هو “جدار” و”أم” في الوقت نفسه. إنه “جدار” لأنه يحمي الحياة المكرسة و”أم” لأنه يساعد على النمو ويقود الحياة المكرسة نحو الطريق الصحيح. إنّ نفاق هؤلاء الرجال والنساء الذين يعلنون نذور الفقر ويعيشون كالأغنياء، يجرح نفوس المؤمنين ويؤذي الكنيسة”.
ثمّ ختم البابا قائلاً: “إفعلوا كل ما في وسعكم، وبتواضع كبير، لتظهروا أنّ الحياة المكرّسة هي هدية ثمينة للكنيسة والعالم. لا تحتفظوا بها لأنفسكم؛ تشاركوها مصطحبين المسيح إلى كل زاوية من هذه البلاد الحبيبة. عبّروا عن فرحكم في جهودكم فتجتذبوا الدعوات وتنمّوها…”