ولكن تبقى الثابتة أنه يطيب للرب الصلاة من أجل حكامنا .
يقول القديس بولس في رسالته االأولى إلى تيموثاوس (1-3) ” فأطلب أول كل شيء، أن تقام طلبات وصلوات وابتهالات وتشكرات لأجل جميع الناس ، لأجل الملوك وجميع الذين هم في منصب، لكي نقضي حياة مطمئنة هادئة في كل تقوى ووقار، لأن هذا حسن ومقبول لدى مخلصنا الله” .
والله، من خلال بولس، لم يحدد القادة الذين يريدنا أن نصلي من أجلهم. فهو لم يقل يجب ان نصلي فقط لحزب سياسي معين . قال ببساطة، أن نصلي “للملوك وجميع الذين هم في مناصب عالية”.
سوف يجد البعض أن هذا المنطق صعب الإبتلاع. ولكن دعونا ننظر الى حقيقة مثيرة للإهتمام:
من كان في السلطة في روما عندما صاغ بولس هذه الكلمات و أوصى بالصلاة ؟؟؟
إنه نيرون!!
لم يكن نيرون مجرد شخص سيئ أو سياسي فاسد إنما كان طاغية و حكمه أقل ما يقال فيه شرير وقاس. وكان هو شخصيا مسؤولا عن استشهاد الكثير من المسيحيين، و يقال أنه أشرف شخصياً على “تصفية” بولس وبطرس.
حتى وإن كان هذا هو الحال، لم يطلب بولس من الكنيسة الصلاة من أجل موته ، إنما الصلاة له ولمختلف القادة الآخرين في روما وغيرها!!!
و على ما يقول، القس دريسكول، الشكر لله أنه لم يترك “لإبداعنا الخاص” كيفية الصلاة من أجل القادة، وقد اعطانا توجيهات واضحة في ذلك: فإنه يجب أن نصلي لما “قد يؤدي الى حياة سلمية وهادئة، تقية وكريمة في كل شيء”. (الرسالة الأولى إلى تيموثاوس 2: 2)
و اليوم كم يؤلم أن نسمع أدعيات الكثير من المؤمنين في خصوص قادة لا يستسيغونهم…. قد تسمى تلك الأدعيات أي شيء إلاّ “صلاة” و حتماً لا تقود الى حياة تقوى !!!
لاحظوا أن نتيجة صلاتنا،بحسب بولس، ليس فقط حياة هادئة إنما “تقية”.
لذلك علينا التنبه بأن تكون مشاركتنا في العملية السياسية، من بعيد أو قريب، تعكس بشكل جيد يسوع، وليس فقط آراءنا الشخصية.
ففي نهاية المطاف نحن نريد أن نتأكد من أننا نحقق تغييراً جيداً بالرب و للرب، وليس فقط تغييراً بالأشخاص و من أجل الأشخاص.