البابا فرنسيس: "الإنقسام هو من أخطر الخطايا"

في مقابلته العامة مع المؤمنين

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

أيها الأخوة والأخوات الأعزاء، في كلِّ مرّةٍ نتلو فيها “قانونَ الإيمان”، نؤكّدُ أنَّ الكنيسةَ “واحدةٌ” و”مقدسةٌ”. إنّها واحدةٌ لأنّها تستمدُّ مصدرَها منَ اللهِ الثالوثِ، سرُّ وحدةٍ وشركةٍ تامةٍ. والكنيسةُ أيضا مقدّسةٌ، لكونها مؤسّسةً على يسوعَ المسيح، ومُفعَمةً بحيويّةِ روحِهِ القدوسِ، ومملوءةً بمحبتهِ وخلاصِهِ. لكنَّها في الوقتِ نفسهِ تتألّفُ من خطأةٍ، يتعايشونَ كُلَّ يومٍ معَ هشاشَتِهِم وبؤسِهِم. فهذا الإيمانُ الذي نُجاهِرُ بهِ يدفعُنا إذاً إلى الإرتدادِ والتحلّي بالشجاعةِ لكي نعيشَ يوميّاً الوحدةَ والقداسةَ المتأتيتينِ منَ اللهِ. منذُ البدءِ حاولَتِ الكنيسةُ أنْ تُحَقِّقَ النيةَ العزيزةَ جداً على قلبِ يسوعَ وهي “أن نكونَ واحداً”. لكنَّ الخبرةَ تعلمُّنا أنَّ ثمَّةَ خطايا كثيرةً ضدَّ الوَحدةِ. ونحنُ لا نُفكِّرُ فقط بالهرطقاتِ الكُبرى والإنشقاقاتِ، بل أيضاً بقُصُورٍ رائجٍ ضِمنَ جماعاتِنا، بالخطايا “الرعويةِ”. أحياناً تُطبعُ رعايانا، المدعوّةَ لأنْ تكونَ فُسُحاتٍ للمقاسمةِ والشّركةِ، بمشاعرِ الحسدِ والغَيرةِ والنُفورِ… هذا أمرٌ بشَريٌّ، نعم، لكنَّهُ ليسَ بمسيحيٍّ! هذا ما يحصُلُ عندما نضعُ ذواتَنا في المحورِ، مع طُموحاتِنا الشخصيَّةِ ونظرتِنا الخاصةِ للأُمورِ، ونَدينُ الآخرينَ؛ عندما ننظرُ إلى عيوبِ الأُخوَةِ بدلاً من مَواهِبِهِم! إزاءَ كُلِّ هذا، علينا القيامُ بفحصِ ضميرٍ جديٍّ. فالإنقسامُ يُعَدُّ من أخطرِ الخطايا، لأنّهُ لا يجعلُ من الجماعةِ المسيحيّةِ علامةً لعَملِ اللهِ بل لعَملِ إبليس الذي يُفرِّقُ. فاللهُ يريدُنا أن ننموَ في القُدرةِ على قبولِ بعضِنا البعض وعلى المغفرةِ لبعضِنا البعضِ وعلى المحبّةِ المتبادَلةِ. هنا تكمنُ قداسةُ الكنيسةِ: أن نرى في بعضنا البعضِ صورةَ اللهِ المملوءةَ برحمتِهِ ونعمتِهِ. 

***

جميع الحقوق محفوظة لدار النشر الفاتيكانية

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

Francesco NULL

1

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير