دقّت “منظّمة حقوق الإنسان في تشين” غرب ميانمار في بيرمانيا ناقوس الخطر في 28 كانون الثاني الماضي، عندما أمرت حكومة ولاية تشين بإزالة صليب يبلغ ارتفاعه 16 متراً عن تلّة في مدينة هاخا. يأتي هذا القرار بعد أن أمهلت الحكومة مسيحيّي المنطقة لغاية 30 كانون الثاني لإزالته بأنفسهم، بتهمة أنّه تمّ تشييده بدون إذن رسميّ في 29 نيسان الماضي، خاصّة وأنّه مصنوع من خشب الصنوبر المقطوع بدون إذن أيضاً، ممّا يستوجب السجن لسنتين لمن قطع الأشجار وكان من بين من شيّدوا الصليب، والملاحقة لصاحب الأرض التي قُطعت منها الأشجار، إذ “استخدم ملكيّته لأهداف دينيّة”.
وقد أوردت وكالة كنائس آسيا على موقعها الإلكترونيّ أنّ المسيحيّين كانوا قد توجّهوا في 23 كانون الثاني إلى مركز الشرطة، وبحسب القانون، لطلب إذن للتظاهرة ضدّ هذا المرسوم قبل انتهاء المهلة المحدّدة. لكن وبعد عدم حصولهم على جواب، أعلم مسؤولو الطائفة “منظمة حقوق الإنسان في تشين” بهذا، ليردّ رئيس الولاية بأنّه ستتمّ مناقشة مسألة عدم شرعيّة بناء الصليب في جلسة مجلس الوزراء في 2 شباط، ليحصل بعد هذا الردّ المنظّمون على إذن للتظاهرة في 2 و3 شباط، وليس في التاريخ الذي كانوا قد حدّدوه، أي 29 و30 كانون الثاني. من جهتهم، ردّ المسيحيّون على تهمة عدم استحواذهم على إذن شرعي بأنّهم كانوا يعلمون أنّ الأمر مستحيل، بما أنّه مَعلم دينيّ غير بوذيّ. تجدر الإشارة إلى أنّ هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها. فالسلطات كانت تردّ في السنوات الأخيرة طلب بناء أيّ كنيسة، كما وأمرت بإزالة أكثر من 13 صليباً. مع العلم أنّ الكثير من المسيحيين يطلبون تراخيص بناء بإسمهم الشخصي وليس بإسم منظّمة مسيحية، كما فعل من بنى الصليب. فقد تمّ تقديم طلب لبلدية هاخا لبناء ميتم مكان الصليب، فيما شكّت السلطات بهذا الطلب فرفضته. وحثّت المنظّمة السلطات البيرمانيّة على إلغاء قرار إزالة الصليب ورفع “التهم الخاطئة” التمييزيّة بحقّ المسيحيين، كما جاء على لسان مدير المنظمة: “هناك خياران أمام السلطات. إمّا أن تضع حداً لكلّ شيء وتلغي المرسوم وتسقط التُهم، أو تتبع نهجها هذا فتُظهر للعالم أنّ شيئاً لم يتغيّر”.
من ناحيتها، أكّدت منظّمة “التضامن مع مسيحيي العالم” غير الحكوميّة، ودائماً بحسب وكالة كنائس آسيا أنّ تحطيم الصلبان المسيحيّة في المنطقة، سياسة مُتّبعة منذ زمن بعيد، وهي غالباً ما تترافق بتشييد هياكل “باغود” البوذيّة مكان الصلبان. وأعلن مدير المنظّمة ميرفن توماس أنّ “الأمر بإزالة الصليب كما اضطهاد ممثّلي التشين، يُظهر مرّة أخرى أنّ حرية المعتقد ما زالت مُغتصبة في بيرمانيا”. وفي سياق متّصل، نشرت مواقع التواصل الاجتماعي صور مئة شاب مسيحي يضعون الشموع بشكل صليب في “رانغون” الخميس الماصي خلال سهرة صلاة.