فيسوع ، عند يوحنا ، كان يتقاسم المجد مع أبيه قبل إنشاء العالم ، ونزل من السماء على الأرض ، وأخذ جسدًا ، وكشف للعالم ما رآه وسمعه إذ كان عند الآب . ولقد بحث الأب براون في كتابه " جماعة التلميذ الحبيب " ، مساهمة يوحنّا في سبر غور حكمة يسوع وقوّته بهذه الصورة الدقيقة . يقول : يدعو الإنجيليّون يسوع " ابن الله " ، كلّ بحسب تصوّره الخاصّ ، حتى وإن لم يحدّدوا شخصيّته ، بصورة علنيّة ، ككائن سابق للخليقة .. والوجود السابق الوارد لدى يوحنا هو التعبير عن الحكمة والقوّة الإلهيّتين المنسوبتين ليسوع من قبل الإنجيليّين جميعهم .

يقول الراهب الدومنيكيّ برنار راي ، مختصّ في علم الكرستيولوجيا : إن الوجود السابق ليسوع يعبّر عن تسامي يسوع على التاريخ. فالوجود السابق ليسوع يعني ، حرفيّا ، "الإستباق في الوجود " ، إنّ هذه الفكرة تعني أنّ يسوع لا يأخذ جذور وجوده من التاريخ وحده ، بل إنه يتجاوز التاريخ . لا لإنه مُجّــــد إلى يمين الآب ، بل لذاته أيضا . ولقد أكّد العهد الجديد على هذا الوجود السابق بأشكال ٍ شتّى ، وعلى سبيل المثال ، تحدّث بولس عنه ، إذ أكّد على أن يسوع هو " الابن الحبيب للآب " ، وهو " أيقونة (صورة) الله غير المنظور " ، وهو الذي به ، وفيه ، ومن أجله " خلقَ كلّ شيء " (قولسّي 1 : 13 - 20) . لدينا أيضا الخبرة الفصحيّة في مقدّمة الأسباب التي أتاحت للوصول إلى هذه الإثباتات الخارقة (الوجود السابق) ، علمًا بأنّ هذه الخبرة الفصحيّة تعني  خبرة الخلاص . فإذا ما اكتمل مخطّط الله بيسوع ، أفليسَ أنّ الله هو الذي رسمَ هذا المخطّط ؟ فبين البداية والنهاية ، بين الألف والياء لا بدّ من قطب للإلتقاء ! وعندما اكتشف الوثنيّون الطريق إلى الله بيسوع ، هم الذين كانوا يعبدون القوّات السماويّة ، فلقد فهموا بالفعل ذاته أنّ يسوع هو أسمى من هذه الكائنات غير المرئيّة التي كانوا يسجدون لها ويتّخذونها وسائط للبلوغ إلى الله .

هناك أيضا مصدر آخر لتلك الإثباتات هو حياة يسوع ذاتها . فعندما أعاد التلاميذ قراءة حياة يسوع على ضوء القيامة ، فهموا أنّ إدعاءات يسوع في وضع ذاته فوق الشريعة والهيكل ، كممثّل لله الذي وحده يغفر الخطايا ، إنّـــما تنبثقُ من هويّته الإلهيّة القائمة . وكانت سلطة يسوع قبل القيامة رهانا على أن قوّة الله كانت فاعلة فيه مذ ذاك .

القضيّة الأخرى التي أتاحت للتلاميذ أن يأخذوا بفكرة " الوجود السابق ليسوع " ، فهي العهد القديم . إنّ التأمّل بالعهد القديم فتحَ لهم الطريق لإيجاد لغة جاهزة تساعدهم على التعبير عن سموّ يسوع فوق الطبيعة . صورة " الحكمة " التي نجدها في النصوص الحِكَميّة الكبرى ، نراها في هيئة شخصيّة تتمتّع بعلاقة حميمة مع الله ، وبيدها المبادرة للتحكّم بمصائر العالم : لم يبذل التلاميذ كبيرَ عناء لتطبيق هذه الصور على شخص يسوع ، وقراءة أبعادها في شخصيّته .

كيف نكون أمناء لله؟

جاء في مدونة ويكي هاو الإلكترونية سؤالا ومفاده كيف نكون أوفياء لإله الإنجيل…عالج الكاتب الإجابة بعدة خطوات على المؤمن أن يلتزم بها وها نحن في هذا المقال نقدم لكم لمحة عنها.

في مقابلته العامة البابا فرنسيس يتحدّث عن الأبناء

أجرى قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم الأربعاء مقابلته العامة مع المؤمنين في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان واستهل تعليمه الأسبوعي بالقول بعد أن تأملنا حول صورة الأم والأب أريد أن أتحدث اليوم في هذا التعليم حول العائلة عن الأبناء. وأنطلق من صورة جميلة من النبي أشعيا. يكتب النبيّ: “بَنوكِ مِن بَعيدٍ يَأتون وبَناتُكِ يُحمَلنَ على الوَرْك. حينَئذٍ تَنظُرينَ وتَتَهَلَّلين ويَخفُقُ قَلْبكِ وَينشَرِح” (60، 4- 5). إنها صورة رائعة للسعادة التي تتحقق في اجتماع الأهل والأبناء الذين يسيرون معًا نحو مستقبل حريّة وسلام بعد زمن طويل من البعد والحرمان عندما كان الشعب اليهودي يعيش بعيدًا عن وطنه.