صاحب الغبطة والنيافة الكلّي الطوبى، السادة الأساقفة، قدس الرؤساء العامّين أو ممثّليهم، حضرة الرئيسات العامّات أو ممثّلاتهم، حضرة الآباء المدبّرين العامّين، حضرة الأخوات المدبّرات العامّات، آبائي، إخوتي الرهبان، أخواتي الراهبات، حضرة الأب البروفسور جان لوي سكا البلجيكيّ اليسوعيّ، حضرة الدكتور مايك باسوس، الأمين العامّ لجمعيّة الكتاب المقدّس، أحبّائي المشاركين في المؤتمر، سيّداتي سادتي.
1 – بدايةً ترفع الرابطة الكتابيّة الشكرَ لله على إبلالِكُم، يا صاحبَ الغبطة والنيافة، من الوعكة الصحّيّة، وتشكرُكُم على تصميمِكُم على الحضور شخصيًّا لرعاية مؤتمرنا وافتتاحه، وفي هذا إيماءةٌ أبويّةٌ ولفتَةٌ مسؤولةٌ لهما مدلولاتهما العميقتانِ بالنسبة إلينا. كما تشكرُكم الرابطةُ سلفًا لأنّكم ستعملون على تلبيةِ طلبِها بتأمين مركزٍ لها في لبنان، وبالتحديد عند تسليمي المهامّ لمن يأتي بعدي خلال أشهرٍ قليلة. لا بُدَّ لي هنا من أن أوجِّه كلمة شكر إلى جامعة الروح القدس، الكسليك، بشخص الأب الرئيس هادي محفوظ، التي وفّرَتْ للرابطة الكثير من التسهيلات والخدمات بدءًا من سنة 2002 وحتّى الساعة.
وأودّ في هذا السياق أن أهنّئ الرابطة الكتابيّةَ في مصر بالمركز البيبليّ الجديد الذي أنشأته لها بطريركيّة الأقباط الكاثوليك، مشكورةً جدًّا على هذه المبادرة. والسبّاقة في هذا السياق كانت الرابطة في العراق، وبالتحديد في الموصل، حيث عمل المركز البيبليّ هناك بشكل رائد، بمبادرة من المونسنيور بيوس عفّاص وإدارته وعملِه الدؤوب مع معاونيه إلى اليوم الذي حلّتْ فيه النكبةُ الأليمة. وكذلك مركز التعليم المسيحيّ في حلب الذي كان ميدانَ عملٍ بيبليّ ناشط قبل الحرب، والمعهد البيبليّ الفرنسيسكانيّ في القدس أورشليم وما له من ايادٍ بيضاء في عِلْمِ الكتاب المقدّس.
2 – صاحب الغبطة، تنظّمالرابطة الكتابية في الشرق الأوسط مؤتمرها البيبليّ الرابع عشر، حول سفر الخروج، ومنطقتنا الشرق أوسطيّة عامّةً، وسوريا والعراق تحديدًا، في ضيق كبير! لذا قد يبدو عقدُ هذا المؤتمر، ونحن في خضمّ محنٍ شديدة ومآسٍ قاسية، في غير محلّه، إذِ الهَمُّ الوجوديُّ حاضرٌ هو في مكان آخَر، والخوفُ على المصيرِ يقضُّ المضاجع، وأنتم الأدرى بهذه الأحوالِ! هذا بالطبع صحيح، ولكنّ عَقْدَنا لهذا المؤتمر في وسط هذا الجنون غيرِ المسبوق، وفي مواجهته، هو موقفٌ بحدِّ ذاتِه، موقفٌ يبغي التأكيدَ على أنّ الكلمة تسمو على ما عداها، فكيف بها إذا كانت هذه الكلمةُ كلمةَ الله، وإذا كانتْ يسوعِ المسيحِ ربَّنا بالذات؟!
3 – أحيّي الإخوة والأخوات القادمين من سوريا ومن العراق، وهم يحملون في جسدِهم وعقلِهم وقلبِهم عبءَ نتائجِ الحربِ والخرابِ، والتهجيرِ والخطف، والترويعِ والضيقاتِ التي تفوقُ التصوُّر. أتخيّلُهم يردّدون ليلَ نهارَ مع القدّيس أفرامَ السريانيّ هذه الصرخةَ الراجيةَ والواثقة: “في الأرض ضيقٌ، فلا تتأخَّرْ يا ربُّ في المجيء”! بالرغم من ذلك، هم يواظبون على تأديةِ شهادةِ الإيمان حيث يحاولُ المشكِّكُ الموسوسُ أن يزعزع، ويبثّون الرجاء حيث يتغلغلُ الإحباطُ واليأسُ والتيئيسُ، ويبشّرون بالمحبّةِ في وقتٍ عقدَ فيه الكثيرونَ حلفًا مع البغضاء والأحقاد، عالمين أنّ مَن يصبر إلى المنتهى يخلص.
أحيّي الإخوة والأخوات القادمين من مصر وفلسطين والأراضي المقدّسة حيث لم تَحُلْ الضيقاتُ الكثيرةُ دونَ مواصلةِ التشبُّث بالحياةِ، وبالنضالِ من أجل القيم الإنسانيّة والمسيحيّةِ النبيلة، من خلال حَمْلِ البشرى السارّة.
يؤسفُنا ألاّ يتمكّن ممثّل الرابطة في إيران، وللمرّة الثانية، من المشاركة…! لكنّنا لن نقطع الأمل!
أحيّي أعضاء الرابطة الكتابيّة فردًا فردًا، وأشكرهم واحدًا فواحدًا على التزامهم الرائع في خدمة الكلمة، تعليمًا، وتأليفًا، ونشرًا، وإلقاءَ محاضرات وأحاديث، وعقدَ دوراتٍ وندواتٍ، وتقديمَ حلقاتٍ ومقابلات، بكَرَمٍ أنحني أمامه وأمامَهم تقديرًا، وأرفعُ الرأسَ اعتزازًا. ويطيب لي هنا أن أشير إلى أنّه، لمّا حلّت الكارثة بمسيحيّي العراق، سارع أعضاء الرابطة الكتابيّة في لبنان إلى جمعِ المساعدات المتنوّعة وشحنِها دوريًّا إلى أربيل، بمواكبة البعض منهم، الأب بيار نجم المريميّ، الأخت باسمة الخوري الأنطونيّة، وأنا.
وانضمّ إلينا الخوري طوني خوري والخوري بَاسِم الراعي بِاسْمِ جماعة “من حقّي الحياة”، والإخوة الدارسون في جمعيّة المرسَلين اللبنانيّين الموارنة، وجماعة “كلمة حياة” التي كرّس سبعةُ شبّان وشابّات منها عشرة أيّام في فترة الأعياد للقيام بنشاطات متنوّعة في مخيّمات المهجّرين المسيحيّين، وكانت المردود رائعًا للفريقَين. هذا وجهُ الكنيسة الرحومة والمتضامنة، وهذا ما تحاول الرابطة أن تجسده بالكلمة وبالفعل.
واسمحوا لي، هنا، يا صاحب الغبطة، أن أشكر من صميم القلب على التبرّعات والمساعدات: الرهبانيّة المريميّة المارونيّة، خاصًّا منها الأب بيار نجم، والرهبانيّة اللبنانيّة المارونيّة بشخص قدس الأب العامّ طنوس نعمة، والراهبات الأنطونيّات، خاصًّا منهنّ الأخت باسمة الخوري، وراهبات دير مار الياس الراس، ورعيّة منيارة بشخص القسّ هادي غنطوس، ورعيّة الرابية بشخص القسّ جورج مراد، ورعيّة سيّدة المغارة بشخص الأب أسعد جوهر، وشركة سانيتا، والسيّد إيلي صفير من عجلتون، وتجمُّع تَجَذَّر، والعديد
من الأفراد والجماعات. مبادراتهم كانت مزيّنةً بمحبّةٍ شديدة لمسيحيّي العراق!
سنواصِل تضامنَنا الأخويِّ مع مسيحيّي العراق في صمودهم في وجه المحنة القاهرة التي حلّت بهم، دون أن ننسى سوريا حيث وإذا أمكن.
وأشير إلى أنّنا، وعلى خطاك، سيّدنا البطريرك الحبيب، لم ننسَ الإيزيديّين في خدمتنا الإنسانيّة هذه، وقد صرّح أحدهم للأخت باسمة الخوري قائلاً: “إذا كان علينا أن نشكر في مواجهة مأساتنا، فإنّنا نشكر الكنيسة في الدرجة الأولى”!
4 – ويقضي الواجب أن نشكر الربَّ الذي يسَّرَ لنا عقدَ هذا المؤتمر، على الرغم من العوائق الجمّة في سوريا والعراق بشكلٍ خاصّ، وعلى الرغم من الصعوبات المادّيّة التي لم تَحُلْ أبدًا ولن تَحولَ دونَ مواصلة عملِنا في خدمة الكلمة. إنّ عدد القادمين من مصر والعراق وسوريا يؤكّد أنّ الرغبة الشديدةَ في التعمّق في معرفة كلام الله قد دفعت بأكثريّتَهم إلى تحمُّل نفقات السفر والإقامة شخصيًّا، إذ ليس بمقدور الرابطة أن تغطّي سوى نفقاتِ أعضائها.
أشكر من صميم القلب جامعة سيّدة اللويزة التي استضافت مجّانًا 22 مشاركًا، وقدّمت قاعة المحاضرات مجّانًا، وأمّنت خدماتِ أخرى لتخفيفِ العبء الماليّ عن الرابطة، وتسهيل عقد هذا المؤتمر.
5 – Cher Prof. Jean Louis SKA, père jésuite, grand bibliste, de l’Institut Pontifical Biblique de Rome,
La Fédération Biblique du Moyen-Orient vise à promouvoir les études bibliques, et c’est bien pour cela que chaque deux ans nous pointons notre doigt sur des experts de différentes traditions chrétiennes qui soient, comme le dit St Paul dans 2 Tm 2,2, “des gens dignes de confiance et capables d’enseigner”. Cette année, c’est le livre de l’Exode lui-même qui nous a poussés à pointer le doigt sur vous, cher Jean Louis.
Nous vous remercions alors en chœur pour avoir accepté de contribuer à la réanimation de notre travail biblique au service de la Parole de Dieu, en Iraq, en Égypte, en Syrie, en Jordanie, en Terre Sainte, en Iran, dans certains pays du Golfe et au Liban. Cette rencontre entre croyants de dénominations et de traditions catholique, orthodoxe et protestante, montre l’impact de la parole de Dieu qui nous unit.
Cher Professeur, vous êtes chez vous, car cette partie du monde qui a mondialisé le Christ, appartient à tous ceux qui Le cherchent. Bienvenu parmi vos frères et sœurs. Nous sommes encouragés par votre présence, qui nous permet de faire un effort commun, en vue de construire un avenir empreint du Christ.
Cher ami, une jeune laïque m’a demandé d’ajouter cette dernière pensée adressée à vous, et qui est est la suivante:
Les plus petits vont un jour vous remercier parce que vous aviez appris de grandes choses à leurs parents !
Merci d’être venu.
صاحب الغبطة،
أمام أقدام الصليب، وتحت نظرِ الأمّ العذراءِ مريم، نضعُ تعبَنا وخدمتَنا وهمومَنا وآلامَ كنائسِنا، ونسألُ غبطتَكم أن ترافقوا مؤتمرَنا والمحاضرين والمشاركين بصلاتِكم ودعائكم. وشكرًا.
ملاحظة:
المشاركون في المؤتمر البيبليّ الرابع عشر (من 1 حتّى 5/2/2015)
بلغ عددهم 79 مقيمًا، موزّعين على الوجه التالي: العراق (17)، مصر (19)، سوريا (13): يُضاف إليهم السوريّون المقيمون في لبنان، الأراضي المقدّسة (2)، فرنسا-لبنان (1)، بلجيكا-روما (1)، لبنان (26)؛سيشارك عدد أكبر من اللبنانيّين لكنّهم لن يكونوا مقيمين في الجامعة أو في الأوتيل.