قبل وصول الإسرائيليّين إلى جبل سيناء، توقّفوا في محطة ريفيديم وهناك تذمّروا على موسى بسبب العطش فصلّى إلى الله وأمره بضرب الصخرة فيخرج منها الماء؛ هذا الخبر يطرح بعض التساؤلات: جرت المعجزة في مكان بعيد عن المُخيّم فكيف استطاع الإسرائيليّون إرواء غليلهم؟ ما هي ردّة فعلهم بعد معاينة المعجزة؟ لماذا يُسند الخبر ثلاثة أسماء علم (ريفيديم، مسّة وميريبة) إلى مكان واحد؟ كيف شرحت التراجيم اليهوديّة خروج الماء من الصخر وكيف وجدت حلاً للصعوبات التي تجعله متعثّرًا؟ كيف استعان بولس الرسول بهذا الخبر ليعرض تعليمه في الرسالة الأولى إلى أهل كورنتوس (10: 4)؟
هذه التساؤلات تُوضح المعاني اللاهوتيّة لهذه المقطوعة التي تتمحور حول موقف الإسرائيليّين المُشين حين جرّبوا الله وشكّوا بقدرته بسبب العطش؛ لن يُعاقب الله شعبه، بل سيُعطيهم الماء ويُعزّز مكانة موسى أمامهم ويُدرّبهم على الثبات في الأمانة له فهو بقربهم حتّى ولو كانوا في الصحراء، أرض الموت، لأنّه سيُعطيهم الحياة.