***
لِمَ يرغب الله أن نصلي الى مريم؟ نحن نصلي الى مريم لأنها أم الله وصلواتها قوية جدًّا (يوحنا 2: 1- 11). حين نصلي السلام عليك يا مريم نكون في الوقت عينه نبتهل لله ونبجل مريم ونجمع ما بين صلاتنا لله وصلاتها له. حين نصلي لمريم نبجلها كأم الله وكأمنا الروحية، حين نحتاج العون لا نتوجه الى الله بمفردنا بل نسأل آخرين أن يصلوا معنا ومن أجلنا. يريدنا الله أن نبجل مريم من أجل دورها المتميز في مشروع الله الخلاصي، هو أرادها أن تساهم في خلاص الإنسان بالقدر عينه الذي ساهمت فيه حواء بخطيئة الإنسان. كما يفرح الأب بالاحترام والمحبة المقدمة من الآخرين الى أولاده، هكذا يفرح حين نعظم مريم أم يسوع.
لم يجب علينا أن نصلي المسبحة الوردية؟ لأن القديسين كافة الى جانب البابوات أيضًا شجعوا الجميع على تلاوتها منذ عقود، ولأن مفعولها قوي كشجرة تحمل ثمارًا طيبة (متى 7: 17). الى جانب ذلك لا ننسى الوعود ال15 التي أعطتها العذراء حين ظهرت في فاطيما سائلة المؤمنين أن يصلوا الوردية. ساهمت الوردية في تغيير حياة آلاف الناس فلم لا نتركها تغير حياتنا؟
كيف نتأمل بأسرار الوردية؟ نحن نتأمل بأسرار الوردية مستعينين بمخيلتنا لنرى السر يطبق أمامنا، ومن ثم نترك هذه الصورة في رأسنا حين نتلو السلام عليك يا مريم، وحين نتأمل نعيد صلاتنا على مثال يسوع (متى 26: 44). كلما رددنا حبنا ليسوع ومريم ينمو حبهما فينا وننمو في حبنا لله.
كيف نبدأ بتلاوة الوردية يوميًّا؟ نبدأ عادة بصلاة سر مع 10 سلام الى حين نجد أنفسنا نشعر وكأننا نود أن نصلي أكثر…
يقول البابا ليون الثالث عشر: “من بين الطرق المختلفة للصلاة، لا شيء أفضل من صلاة الوردية. هي تحوي على كل العبادة التي يجب أن تقدم الى مريم، وهي علاج لكل الشرور المتواجدة فينا، وهي أصل كل بركاتنا.”
أما القديس بيوس العاشر فيقول: “من بين كل الصلوات، صلاة الوردية هي الأكثر غناء ونعمًا، لأنها أكثر ما تحبه مريم العذراء القديسة. لهذا السبب أحبوا الوردية وصلوها يوميًّا، هذه هي الشهادة التي أتركها بين أيديكم كي تتذكروني من خلالها.”
ومن جهته يقول لاكوردير: “بالنسبة الى المسيحيين الإنجيل هو الكتاب الأول وفي الواقع الوردية هي مصغّر الإنجيل.”
ونختم مع القديس توما الأكويني: “من غير المعقول ألا تسمع صلوات الجميع إن كانت هذه الصلوات تأتي على شكل صلاة واحدة.”
***
نقلته الى العربية (بتصرف) نانسي لحود- وكالة زينيت العالمية