“على الكنيسة أن تعلن الإنجيل “بفقر” وعلى من يعلنه أن يملك هدفًا وحيدًا وهو التخفيف من مآسي الفقراء وعدم النسيان أبدًا بأنّ هذه الخدمة هي عمل الروح القدس وليست من صنع الإنسان” حول هذه الأفكار تمحورت عظة البابا الصباحية التي ألقاها كالمعتاد من دار القديسة مارتا. وهذه المرة ركّز البابا على واحدة من أكثر الصور المفضلة لديه عن الكنيسة والتي استوحاها من إنجيل اليوم عندما أرسل يسوع تلاميذه اثنين اثنين وأولاهم سلطانًا على الأرواح النجسة.
من هذا المنطلق لفت البابا الى أنه يوجد الكثير من الناس من حولنا “مجروحين” ينتظرون من سفراء المسيح أن يشفونهم ويحررونهم من الشياطين المتمرسة بهم مشيرًا إلى أنّ على سفراء المسيح أن يتذكروا دائمًا بأنهم ببساطة “خدام الملكوت”.
وتأمل البابا بموقف يسوع عندما أرسل تلاميذه “لا تأخذوا للطريق شيئًا سوى عصا: لا خبزًا ولا مزودًا ولا نقدًا من نحاس في زناركم بل البسوا نعالاً ولا تلبسوا قميصين” لأنه علينا أن نبشر بالإنجيل “بفقر” “إذ الخلاص هو ببساطة “إعلان سنة رضا عند الرب” لتفرّج عن المظلومين.
وأضاف البابا: “هذه هي رسالة الكنيسة: الكنيسة التي تشفي والتي تهتم بشعبها. أنا أصف الكنيسة في بعض الأحيان كمستشفى. نعم، يوجد الكثير من الجرحى، كم يوجد من الجرحى! كم من الناس يحتاجون لأن تشفى جراحاتهم! هذه هي رسالة الكنيسة: أن تشفي منكسري القلوب، أن تفتح الأبواب، أن تحرر الناس وأن تقول بإنّ الله هو طيب، الله يغفر كل شيء، الله هو أبونا، الله حنون وينتظرنا دائمًا…”
ثم قال: “صحيح علينا أن ننشىء المنظمات التي تساعد على ذلك: نعم، لأنّ الرب يمنحنا المواهب من أجل القيام بذلك. إنما عندما ننسى هذه المهمة، ننسى الفقر، ننسى الغيرة الرسولية ونضع مكانها أملنا في هذه الوسائل التي هي من صنع الإنسان، تتحول الكنيسة شيئًا فشيئًا لتصبح كإحدى المنظمات غير الحكومية وتصبح منظمة جميلة: قوية إنما ليست إنجيلية لأنها تفتقر للروح والفقر والقوة في الشفاء التي يتحدث عنها يسوع”.
وختم البابا بأنّ الرسل عادوا “فرحين” من مهمتهم واصطحبهم يسوع معهم لكي يأخذوا قسطًا من الراحة إنما شدد البابا على أنّ: “هو لم يقل لهم: “كم أنتم عظيمون، والآن في المهمة التالية عليكم أن تكونوا أكثر تنظيمًا إنما قولوا بعد أن تكونوا أتممتم كل شيء: نحن عبيد لا خير فينا لقد فعلنا ما علينا فعله! هذا هو الرسول! ما هو أجمل ثناء يعطى للرسول؟ لقد كان عاملاً في الملكوت! هذا هو الثناء الأعظم، لأن هذا يعني أنه اختار طريق يسوع بالتبشير: إنه يذهب ليشفي، ليحمي، ليعلن البشرى السارة وسنة رضا عند الرب. وهكذا يعيد الناس اكتشاف الآب ويسكن السلام في قلوبهم”.