تكشف لنا رواية العجل الذهبي في خروج 32 التوتّر مع خروج 19-24 حيث يتمّ العهد بين الربّ وإسرائيل، فبعد أن اقترح الربّ العهد على شعبه، قَبِلَ هذا الأخير بالالتزام به وبالأمانة له. ولكن سرعان ما نشهد في خر 32 تحوّلاً حاسمًا بين الفريقين المتعاهدَين يعود إلى إنتهاك الشعب للعهد.
على الرغم من الجو الداكن الذي يكتنف الفصل 32 من سفر الخروج، تلوح في الأفق إشعاعات أمل تنبثق من الله، إذ إنّ العقاب الذي أعلنه يندرج في إطار مسيرة رحمة بحيث إنّه، بعد أن كان قد أعلن أنّه يودّ أن يُفني الشعب، ها هو قد “عَدَلَ عنِ الإِساءَةِ الَّتي قالَ إِنَّه يُنزِلُها بِشَعبِه” (32: 14).
تُلقي رواية العجل الذهبي الضوء على أمانة الربّ إزاء خيانة إسرائيل. علمًا أنّ هذه الأمانة يسهل إيصالها إلى الشعب بفضل تدخّل إنسان، هو هنا موسى المتضرّع إلى الربّ.