تعتبر قصّة عبور البحر قصّة مركزية في وجود وهويّة وإيمان إسرائيل وتمثّل إحدى الأسس الرئيسة الثلاثة في تأسيس إسرائيل منذ القرن العاشر قبل الميلاد، وإن كانت الأبحاث التاريخيّة والأثريّة والجغرافيّة كما الكتابيّة تثبت اليوم أنّ هذه القصّة لم تحصل في وقت معيّن في التاريخ بالشكل الذي يقدّمه الكتاب المقدّس. لكن قصّة عبور البحر هي قصّة حصلت وتحصل في حياة شعب الله في ضعفه ومنفاه وعبوديّته. فقصّة العبور البحر تبني على قصّة الخلق البابليّة لتعلن أنّ يهوه يتدخّل عندما يصل شعبه إلى بحر النهاية (بحر سوف) ويحاصر بين البحر، موطن التنانين والموت من جهة والتنين (فرعون) وأعوانه من جهة أخرى، فيشق البحر ويعبر بشعبه في قلب الموت على وجه الهاوية إلى حياة جديدة، في حين ينتهي التنين وأعوانه حيث ينتمون في موطن الموت. وبالتالي، فقصّة عبور البحر هي قصّة هامة جدًّا لنا اليوم كشعب لله في الشرق الأوسط يغرق في بحر من الموت ونجد فيه أنفسنا محصورين بين كلّ أنواع تنانين الموت.
–