هل تعيشون مسيحيّتكم في مراكز العمل؟

ما هي نصائح البابا لتطبيق التعاليم في كلّ مكان؟

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

كيف يمكن للمرء أن يوازن بين إنجاز المسؤولية المترتّبة عليه وعيش إيمانه؟ وكيف سيوفّق من هم في مراكز السلطة والقيادة ضمن منظّمات بين الدوام الكامل الذي يقضونه في عملهم ونشر الإنجيل؟

أمّا السؤال الأهمّ الذي نطرحه فهو: من المُخوّل أن يعطينا الجواب عن السؤالين الأوّلين؟ عادة، وأمام “معضلة”، تتحوّل الأنظار إلى صاحب المقام الأعلى، نظراً إلى خبرته وحِكمته في مجال معيّن. وفي هذا السياق، نشر موقع foxnews.com مقالة لميتش بورسما الذي قال إنّه بصفتنا مسيحيين، لنحوّل أنظارنا إلى الأب الأقدس، مثالنا الأعلى، سواء كان في العمل أو في عيش الإيمان. فهذا الرجل الذي طلب إلى الجميع أن يصلّوا لأجله عندما أصبح خليفة بطرس، برهن للعالم أنّه جادّ في المهمّة الموكلة إليه، إذ لا يمكن أن نكون مسيحيين بدوام جزئيّ. فإليكم كيف لخّص لنا الحبر الأعظم وجوب عيش إيماننا طوال الوقت بخمس نقاط.

نبدأ بالنصيحة الأولى التي تقضي بأن نبقى على طبيعتنا، وألّا ننقاد إلى سلّم “العبادة” التي تمليها علينا القيادة في الوظيفة. هذا ما عبّر عنه الأب الأقدس خلال مقابلة عندما قال: “البابا رجل يضحك ويبكي، وينام بهدوء، ولديه أصدقاء كالجميع. إنّه شخص طبيعيّ”. وعلى مثال البابا فرنسيس، لننظر إلى النجاح عبر منظار قوّة الشخصيّة التي تعكس الإيجابيّة.

أمّا النقطة الثانية فتتمحور حول القيادة عبر الخدمة. القائد الحقيقي لا يلقي المواعظ فحسب، بل يعيش كلماته لتكون الأساس في حياته. والأهمّ أن يكون نموذجاً للخدمة النابعة من الرغبة الحقيقية لخدمة الغير، ونموذجاً للحبّ كما أحبّنا المسيح. ألم يقبّل المسيح أرجل تلاميذه؟ ألم يغسل البابا أرجل السجينات؟ ألم يعانق المشوّهين؟ سواء كنّا أصحاب العمل أو موظّفين، فلنضع حاجات زملائنا قبل حاجاتنا.

وفيما يتعلّق بالنقطة الثالثة، فهي تندرج تحت عنوان “المغفرة”، لأنّ “اللازمة” التي لا ينفكّ البابا يردّدها هي “اغفروا للآخرين كما غُفر لكم”. ففي حلبة مركز العمل التي تهيمن عليها الدقّة، من المهمّ جداً أن نسامح على الأخطاء التي تُرتكب حالما يتمّ الاعتراف بها، بهدف المحافظة على كرامة العمّال الذين هم أهمّ عنصر في أيّ شركة.

من ناحية أخرى، ودائماً بحسب موقع foxnews.com ومقالة ميتش بورسما، علينا أن نستفيد من خبرة من سبقونا، وأن نستغلّ الفرص بقدر الإمكان، للتعلّم ممّن اجتاز الطريق قبلنا ويمكنه أن يُطلعنا على دهاليزه. فكما رأى الحبر الأعظم في وجود سلفه قربه “فرصة فريدة للتعلّم من شخص كان في هذا الكرسي، لأنّ حكمته تنبع من الربّ”، فلنتابع اعتبار من سبقونا كمصدر للحكمة وكصلة لعيش تقليد العمل بهدف الحفاظ على وجهة النظر البشرية، تماماً كما نعتبر كبار السنّ في عائلاتنا بركة، ونستمدّ قوّتنا من نصائحهم! كانت هذه النصيحة الرابعة. أمّا الخامسة والأخيرة فهي تبقى الاتّكال على الله. ففي النهاية، وبحسب ما عبّر عنه البابا فرنسيس “إنّ قوّة الكنيسة ليست منها ومن قدراتها التنظيمية، بل هي بين يدي الرب”. ومن كانت له النعمة، فليعكسها وليُطبّقها، فيكون العالم مكاناً أفضل بعد.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ندى بطرس

مترجمة في القسم العربي في وكالة زينيت، حائزة على شهادة في اللغات، وماجستير في الترجمة من جامعة الروح القدس، الكسليك. مترجمة محلّفة لدى المحاكم

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير