يعتاد القارئ في إنجيل متّى على فهم العهد القديم في إطار جديد. فسفر الخروج يحتوي على الحدث الأهم في تاريخ الشعب القديم: الصعود من مصر بواسطة ذراع الربّ القويّة. لكن، ما يلفت انتباه القارئ أنّ هذا الخروج كان دون “وصول”! ينتهي الفصل الأربعون من هذا السفر دون أن يصل الشعب إلى الأرض التي تدرّ لبنًا وعسلاً. أليست نهاية مخيّبةً للآمال؟
بني قارئ سفر الخروج على فكرة التعلّق بالله، الذي هو أمين ويساعد المؤمن به، شرط إزالة كلّ الآلهة الوثنيّة من قلبه. فالعلاقة الحقيقية مع الله هي هدف سفر الخروج. وهنا الملتقى الأساسيّ مع إنجيل متّى: هذا الإنجيل الذي ينشر تعليم العناية الإلهيّة (مت 6: 25-34) ويسوع العمّانوئيل “الذي هو” (خر 3: 14) حاضرٌ دائمًا في الجماعة المسيحانيّة، كنيسته، التي تعترف به إلهًا وحيدًا مخلّصًا وفاديًّا.
تبدأ المحاضرة بعرض كيفية بناء كلّ من قارئ سفر الخروج وإنجيل متّى، ثمّ تعرض النصوص التي فيها يلتقي هذان الكتابان، وتنتهي باستخراج المحطّات اللاهوتيّة الجامعة بينهما.