٢- بالنسبة للقديس مارون: الخيور الأرضية فانية وزائلة، وبقدر ما يتعلق الإنسان بها، بالقدر عينه يفقد معنى الحرية والحياة والنمو.
الحقيقة الجوهرية، هي أن تغرز محبة الله في قلوب العائلات، من خلال التعلق بكنيسة المسيح الذي زرعها مارون في مجتمع كفرنابو، فحوّله بقدرة المحبة الى مجتمع صحي وصحيح.
٣- البخل، الغضب، الكسل، الميوعة، هي من الأمراض الخطيرة الذي عالجها القديس مارون. وبإمكانها أن تفكك العائلات والأوطان في كل زمان وأوان.
٣- البخل: ينسحب سلبا على العلاقات الأسرية والإجتماعية، فتمرض العائلة بأمراض الحرمان العاطفي فيغيب الدعم المعنوي ويتقلّص البعد المادي، وتنتشر الأنانية وحب الأنا والتقاتل على المصالح.
– أما على صعيد المجتمع: يصيب البخل الحياة الإجتماعية، بآفة اسمها آفة حرمان الناس من حقوقهم الطبيعية والمشروعة والمحقة، فتتحوّل العلاقات إلى معاناة دائمة لا تنتهي، فتشرّع أبواب السرقات والفساد وبالتالي تستباح الكرامات، وينهار المجتمع والوطن!!
٤- الغضب: ناجم عن سيطرة الأهواء والغرائز والميول على الإرادة والعقل، مما يؤدي إلى تصدّع الحب وتشويهه وانحرافه، النتيجة قساوة قلبية، رفض الآخر، قتله معنويا وجسديا.
٥- الكسل والميوعة: رفض التطور والإزدهار، وتسخيف للمبادىء والقيم والتقاليد والقوانين، إنه التخلف والتقهقر والإزدواجية واللآمبالاة، تجاه مشاكل الآخرين ومعاناتهم.
٦- كيف علاج القديس مارون أزمة مجتمع كفرنابو؟ اتخذ من الوسائل الفقيرة أداة في التبشير. عرّف الناس، أولا، على الإله الحقيقي، الشافي والمحرر يسوع المسيح، وذلك من خلال الكتاب المقدس فكلمة الله حياة العائلة؛ ثانيا، كشف مارون عن فعالية الصلاة التي تقود نحو درب التحرر والشفاء الداخلي، والذي يبدأ بالتخلي عن ممارسة الطقوس الوثنية الفارغة التي لا يمكنها ان تمنح الأشفية؛ ثالثا، كشف مارون عن حقيقة الكنيسة جسد المسيح، التي تحمل فيها بلسم الحياة الشافي من أمراض الخطيئة؛ ثالثا الصوم، أي الجوع الى كلمة الله والتحرر من ثقافة التخمة؛ رابعا، عيش قيم المشورات الإنجيلية ك(الطاعة لله، الإغتناء به، العفة: عيش الحب النبيل)؛ خامسا، شهادة حياة مطابقة لإرادة الله.
٧- لهذا استطاع القديس مارون أن يحرر مجتمع كفرنابو من سطوة الأنا وقساوتها، إلى مجتمع أكثر إنسانية، لأن اكتشاف كل مجتمع لسر المحبة ليس إلا الفرح بعينه، فحيث تعاش محبة الله هناك يكون الملكوت، وهناك تصير العلاقات مقدسة وسخية وسموحة ونشيطة وشاهدة على الحق.
أليست هذه دعوة كل مسيحي ولاسيما الموارنة منهم؟
إن أزمة موارنة لبنان ولاسيما “ساسته” تعود بأساسها، إلى ابتعاد هؤلاء عن موهبة ورسالة مؤسسهم القديس مارون وكنيستهم المارونية وتعاليمها وتوصياتها، ورفض صريح لإرشادات ومواعظ وتنبيهات وتصريحات السيد البطريرك الكاردينال الراعي، حفظه الله سالما .
لذا من المهم أن يعاود الموارنة، التفكير والصلاة والتوبة، بهدف الشهادة لقيم الناسك والكاهن والمرسل والمعلم الروحي والإجتماعي القديس مارون، وفاء له ولشهادة المسيح ولشهدائه الأبرار والقديسين الذي فاح منهم عطر الدم المبارك.