ثقافة الحياة بمواجهة ثقافة الموت…

تنمية الأجنة في أرحام اصطناعية

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

نستهل موضوعنا بكلمة تشير الى أن الحياة البشرية مقدسة والكنيسة تدعو لحماية الحياة منذ اللحظة الأولى للحبل بها وحتى موتها الطبيعي، وقد أشارت اللجنة الأسقفية للحياة والعائلة في إطار الحديث عن أهمية الحياة البشرية في 11 آذار 2013 لواجب احترام الكرامة البشرية وذكّرت بوجود مخاطر عديدة محدقة بالحياة، وسلطت الضوء على كلمات بندكتس السادس عشر للمشاركين في الجمعية العامة الرابعة عشرة للأكاديمية البابوية للحياة عام 2006 حين قال إن محبة الله تجاه البشر، والتي لا تعرف حدودا، تبيّن لنا أن كل إنسان هو أهل لأن يُحبّ بغض النظر عن أي اعتبارات لأن الحياة خير على الدوام.

وللأسف اليوم يحاول العديد من العلماء في أيامنا أن يبحثوا عن سبل تمكنهم من تنمية جنين في أرحام اصطناعية تتشابه بتركيبتها مع رحم الأم، وكما تجري العادة تبدأ الاختبارات العلمية أولا على الحيوان للتصديق على إمكانية الغوص في الموضوع وفي هذه الحال كان العلماء قد أحيوا أجنة كاعز في خزانات مليئة بالسائل الذي يحيط الجنين وفي عام 2003 نجح باحثون من جامعة كورنيل بمد الحياة بجنين فأر في بنية هندسية حيوية وهذا بحسب ما ذكره موقع بروفايل باز. واليوم حاول العلماء من الجامعة عينها بإحياء جنين داخل رحم اصطناعي وقد نجحوا بذلك قبل أن يقتلوه ممتثلين للقانون الذي يمنع الاختبارات على الأجنة.

مع تطور الإنسان، قدمت له التكنولوجيا عدة طرق لإنقاذ الحياة ولكن هنا هي ها تقدم له طريقة لتدمير الحياة والرحم الإصطناعي لا يختلف عن ذلك. قد تستخدم هذه الأرحام كبديل عن الإجهاض أو كبديل عن رحم الأم التي تعاني من مشاكل أثناء حملها، ولكن في الوقت عينه تخلق الأرحام الاصطناعية عدة مشاكل أخلاقية وهي على المدى البعيد تلغي موضوع التزاوج للإنجاب وتجعل الأطفال كجزء من عملية تصنيع لا تنشئة.

إن التحديات التي تواجهنا للتخلص من هذه الاستراتيجيات صعبة جدًّا ففرض الحظر على بعض طرق إجراء عمليات الإجهاض أو التشريعات التي تطلبها عيادات الإجهاض لا يمكن أن تحمي كرامة الإنسان. تحمي الدساتير الحياة والكرامة البشرية من مرحلة النمو الأولى حتى الموت الطبيعي، وتكون هذه الحماية ضد عدة أشياء وليست فقط ضد الإجهاض ولكن ضد أي ممارسة تقف بوجه الحق الذي منحه الله لحياة الإنسان. يجب حماية الإنسان والحياة البشرية بالمحبة والقانون من البداية الى النهاية وهذا الأمر اليوم أكثر أهمية من أي وقت مضى.

أخيرًا وفي السياق عينه كان رئيس المجلس الحبري للعائلة قد قال عام 2012 أن “الحياة عطية من الله ينبغي قبولها وحمايتها والدفاع عنها دائما وأضاف: لا يستيطع المسيحي أن يقبل قمع حياة بشرية من خلال الإجهاض. وأمام ما يُسمى بثقافة الموت، تشكل العائلة مركز ثقافة الحياة.”

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

نانسي لحود

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير