تبيّن الدراسات التي أجراها العلماء بأنّ البقع تدلّ على أنّ المسيح كان يميل برأسه سبعين درجة الى الأمام وعشرين درجة الى اليمين وهذا يؤكد أنه مات مصلوبًا. بالإضافة الى ذلك، يمكن أن نجد بقعًا من الدم صغيرة توحي بأنّ المنديل كان محشورًا الى الجزء الخلفي من الرأس. إنّ هذه البقع من الدم هي نتيجة استعمال أشياء حادة وصغيرة جرحت الرأس وثقبته مثل إكليل الشوك الذي ضُفر على رأس يسوع.
لم تكن الدراسات الطبية هي الوحيدة التي أُجريت على المنديل إذ الدكتور ماكس فري قام بتحليل البقع على القماش ووجدت أنواع مطابقة لها في أوفييدو وتوليدو وشمال أفريقيا والقدس مما يؤكد المسار التاريخي الذي ذُكر سابقًا عندما وصل المنديل الى أسبانيا ولم يجدوا أي آثار تشير الى أماكن أخرى مثل فرنسا أو ايطاليا أو القسطنطينية أو أي بلد آخر في أوروبا.
إنّ كل الدراسات مجتمعة تؤكد حتى الآن أنّ المنديل استُخدم لتغطية وجه يسوع عندما كان ميتًا ولا يوجد حتى اليوم ما يشير عكس ذلك. كما ودُرست البقع من الناحية الأنتروبولوجية وأتى الاستنتاج بأنّ الوجه الذي تغطى بالمنديل له سمات يهودية مثل الأنف البارز والوجنات الواضحة.
يبقى السؤال: هل يرتبط هذا المنديل بكفن تورينو؟ بيّنت الدراسات والأبحاث بأنّ منديل أوفييدو يتصل بشكل مباشر بكفن تورينو أي كفن المسيح بعد أن تمت مقارنتهما فتطابقت البقع بين المنديل والكفن وتبيّن أنّ المنديل كان يُستعمل من قبل لتنظيف الوجه من دون تحريكه بل يستعمل لامتصاص الدم. ومن هنا، أتت النتائج: تطابق في فئة الدم بين الكفن والمنديل (AB) حجم الأنف نفسه وكل ما أجري من تطابق في نوعية القماش التي تعود الى زمن المسيح.
في الختام، إنّ كل الدراسات التي أجريت على المنديل وكل ما تبعها من مقارنة بين المنديل والكفن هي ليست إلاّ واحدة من بين الدراسات الأخرى الكثيرة التي تؤكد حتى الآن أنّ الكفن والمنديل قد غطيا جسد يسوع وهما يتطابقان من دون أدنى شك.
***
نقلته الى العربية (بتصرف) ألين كنعان – وكالة زينيت العالمية.