لقاء مسيحيي الشرق: داعش لا تعدم البشر وحسب، بل أيضًا القيم الحضارية والأرث الثقافي

عقد لقاء مسيحيي المشرق اجتماعه الدوري في مقره في مطرانية الكلدان في بعبدا برئاسة أمينه العام سيادة المطران سمير مظلوم وتداول في أمور متنوعة. واثر الإجتماع صدر عنه البيان التالي:

Share this Entry

أولا:قام وفد يضم كل من أمين عام اللقاء سيادة المطران سمير مظلوم إضافة إلى الدكتور فؤاد أبو ناضر بزيارة إلى مصر حيث التقى كل من قداسة البابا تواضروس الثاني وغبطة بطريرك الأقباط الكاثوليك مار ابراهيم اسحق والدكتور صفوت البياضي رئيس الطائفة الانجيلية في مصر إضافة إلى سيادة المطران جورج شيحان راعي الأبرشية المارونية في القاهرة. وقد اغتنم الوفد المناسبة من أجل التباحث في الشؤون المسيحية وتعزيز التعاون بين مختلف كنائس المشرق. كما عرض الوفد على الجهات التي التقاها مشاريعه المستقبلية لا سيما توسيع هيئته العامة كي تضم ممثلين عن مختلف بلدان الشرق الأوسط، فحصل منهم على وعد بتمتين أواصر التعاون عبر تعيين شخصيات في الهيئة العامة الجديدة والموسعة. وإذ يشكر اللقاء جميع المرجعيات التي اجتمع بها لحفاوة الاستقبال، يأمل أن تلي هذه الزيارة خطوات لاحقة تصب جميعها في خانة تعزيز الوجود المسيحي الحر في هذه المنطقة من العالم.

ثانيا:يستغرب اللقاء بشدة ردة الفعل التي أحدثها تعيين مدير مسيحي لفرع كلية إدارة الأعمال الثالث في الجامعة اللبنانية في طرابلس. وإذ ينظر اللقاء بأسف إلى كل تصرف ينم عن تعصب طائفي، يشعر بصدمة مضاعفة جراء هذا الحادث، كون رفض تعيين المدير المسيحي صدر عن طلاب جامعيين يفترض بهم أن يكونوا على درجة كبيرة من الوطنية، وان يمثلوا جيل لبنان الشاب الذي يسعى لبناء مستقبل أفضل تسود فيه قيم المواطنة والمساواة. ويؤكد اللقاء أن تعيين أي مسؤول يجب أن يراعي فقط معيار الكفاءة والمؤهلات العلمية، ويهيب بقيادات طرابلس أن تعمل جاهدة كي تحافظ المدينة على طابعها الحضاري المنفتح الذي طالما عرفت به.

ثالثا:يدين اللقاء تفجير كنيسة النور وخمسة منازل تعود لمسيحيين في الموصل من قبل تنظيم داعش الإرهابي. ويبدو أن معين هذه المجموعة الارهابية لا ينضب من اقتراف جرائم جديدة وابتكار أساليب وحشية من حرق وقطع للرؤوس، بغية ترويع الأبرياء عبر البطش والتهجير والتنكيل. ويعتبر اللقاء أن خطر داعش لا يقتصر على الأقليات، بل هو في حقيقة الأمر تهديد للاسلام كحضارة ساهمت في نشأتها وتبلورها مختلف شعوب المنطقة. فالانسان المسيحي قد يستشهد لكن القيم التي تبشر بها المسيحية خالدة لا تموت، بينما داعش لا تعمد إلى قتل الانسان المسلم الذي يخالفها الرأي وحسب بل هي تقتل أيضا القيم الحضارية التي حملها الاسلام لقرون طويلة. ويعلن اللقاء صراحة أن المعركة اليوم هي معركة الحضارة ضد الفكر التكفيري الهمجي.

Share this Entry

ميرا قصارجي

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير