هل هناك صلة بين ذبيحة التكفير وعشاء الربّ؟!

رياضة روحيّة ألقيت في الفاتيكان في آذار 1987 للآب بيتر هانس كولفنباغ (6)

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

في يوم الاثنين من الأسبوع الأوّل للصوم الأربعينيّ ، تدعونا الليترجية الكنسيّة إلى أن نفتح كتابــًا هو من الكتب التي لا نعود إليها بصورة متواترة ، والمقصود به هو كتاب ” سفر الأحبار  ” ، الذي يجمع العدد الأكبر من مقاطع القانون الكهنوتيّ . هذا السفر لم يفقد فقط أهميّته بعد خراب هيكل أورشليم ، بل أصبح  (يقول الأب هانس ) ، قطعة أثريّة تصلحُ للمتاحف في ضوء حدث الفصح . سفرُ الأحبار وضع لهذا العيد قواعده الخاصّة بالعبادة ، دون أن يفترض تتميمه في شخص الربّ المصلوب والقائم من الموت ، الحمل المذبوح ، ولكنّه الحيّ للأبد .

هذا الكتاب ، كلمة الله ، يخصّنا شخصيّا ، بمقدار ما هو يتعلّق بالمؤسّسة الكهنوتيّة ، التي عهد بها إلى هارون وأبنائه ، الكهنة و ” الإكليرس ” . فلذلك وفي نور فصح الربّ ، يبدو هذا الكتاب كأنه عديم الفائدة لنا ، إذ إنّ الربّ لا يُقارَن بكاهن أو لاوي العهد القديم ، لا في ولادته ، ولا في رسالته ، ولا في موته . فكنيسة الرسل تُبرز وجود هذا التباين بين البشرى بالقائم من الموت والقانون الكهنوتيّ ؛ فعندما كان الرسل يتردّدون إلى هيكل أورشليم لإقامة صلاة ، كانوا يعبدون الله أبانا في الحقّ ، الذي هو نفسه الربّ القائم من الموت ، وفي روحه ، دون الارتباط ببناء مقدّس . والرسل أعلنوا قائلين : ” ذُبحَ حمل فصحِنا ، وهو المسيح ” (1 قور 5 : 7 ) ، دون أن يجعلوا ” بخورًا في أنفك ، وتقدمة ً كاملة ً على مذبحك ” (تث 33 : 10 ) .

هذا التبايُن ، لا يقدرُ أن يكون تامّا بين الربّ ، الكاهن الوحيد للعهد الجديد ، والقانون الكهنوتيّ الذي حفظه سفر الأحبار. ولمــــّا كانت كنيسة الرسل أمينة لما أثبته الربّ ، أنه لم يأت ليُبطل بل ليُكمّل (متى 5 : 17 ) ، فإنها (كنيسة الرسل ) لم تتخذ موقفــا شديد السلبيّة في مواجهة اللاويّين ، عندما كانت تعلن الجدّة الجذرية لفصح الربّ العظيم . فالإنجيليّون لاحظوا وجود صلة وثيقة بين هيكل أورشليم وسرّ ” هيكل جسده ” (يو 2 : 9 – 21 ) : ” انقضوا هذا الهيكل أقيمه في ثلاثة أيّام!”. وهناك أيضا صلة وثيقة بين  ذبيحة الشكر (توده في العبريّة ) ، وعشاء الربّ ، وهو أضفى على أعمال ذلك العشاء معنى الذبيحة بدون جدل ، بواسطة الكلمات الخلاّقة التي أسّست الإفخارستيّا ، دم العهد ، ” العهد الجديد بدمي ” . والمقصود أيضا هو ذبيحة التكفير : ” فهذا هو دمي ، دمُ العهد يُراق من أجل جماعة الناس لغفران الخطايا ” (متّى 26 : 28 ) ، وهذا يذكّر عن قرب بصلاة من سفر الأحبار : ” فيُكفّر الكاهن عنهم فيُغفَر لهم ” (أح 4 : 20) .

يتبع

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

عدي توما

1

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير