أكد الكاردينال كوش في حديث له حول السينودس القادم أن الامانة وعدم الإنحلال هما الأساس الذي يرتكز عليه الزواج المسيحي، وذلك في إطار حديثه عن السينودس القادم لصحيفة لوسيرفاتوري رومانو. تحدث الكاردينال عن الأزمة الحالية للزواج وارتفاع عدد حالات الطلاق وعزا الأمر لقلة قدرة الشخص على تحمل الرابط مع الشخص الآخر ولعدم اتخاذ القرارات المناسبة.
شرح كوش أن النظرة المسيحية للزواج تؤكد على أهمية الإخلاص لكلمة النعم التي يتبادلها الطرفان وعليهما القيام بذلك لتحقيق الحرية الواحدة ومن هنا سيفتح كل واحد نفسه للآخر. أما عن موضوع تقدم المطلقين من سر الإفخارستيا فقال الكاردينال أنه متأكد بأن الحلول موجودة ولكن يجب أولا أن نسمي الأشياء بأسمائها، ومن هنا أصر على ضرورة الدورات التحضيرية للزواج.
في خضم السينودس الماضي كان الكاردينال إردو قد أورد شيئًا عن هذا الموضوع فقال: “أنه ومن هنا تأتي ضرورة التنشئة وبخاصة من أجل المخطوبين لكي يدركوا بوضوح كرامة سرّ الزواج المبني على الوحدة والأمانة والخصوبة، وعلى كونه مؤسسة في المجتمع. وبالرغم من التهديدات التي تتعرض لها العائلة من قبل العناصر التي تقضي عليها كالطلاق والإجهاض والعنف…. فهي تبقى “مدرسة للبشريّة”: العائلة هي الواقع الوحيد الذي يُقبل فيه المرء في عالم يطبعه الاقتصاد والتكنولوجيا، وبالتالي يمكن لثقافة جديدة حول العائلة أن تُشكّل نقطة انطلاق من أجل حضارة بشريّة متجدّدة.”
أضاف الكاردينال أن الحب الزوجي لا يتقوقع على نفسه بل يخرج من نفسه من خلال الأطفال، ومن خلالهم فقط يصبح الزواج عائلة، لهذا السبب يجب الإنفتاح على نقل الحياة البشرية لأن المستقبل يمر من خلالها. من جهته قال كوش أن رفض الإنجاب يتعلق نوعًا ما بالمستقبل المبهم الذي ينتظر الأطفال فقد تتساءل الأمهات الى أي مستقبل توجه أبناءها. إن نظرت العائلة المسيحية للأطفال على أنهم أثمن شيء في العالم فستتخطى فكرة التخوف من المستقبل.
هذا واستعان الكاردينال بالكلمات التي قالها البابا فرنسيس حول العائلة خلال زيارته الى الفلبين: “إن كل تهديد للأسرة يشكل خطرًا على المجتمع بنفسه.” ذكر كوش بأنه يجب على السينودس القادم أن يطرح تحديات يمكن حلها فقط إن تم إعلان إنجيل الزواج والعائلة” وفهمه وعدم تشبيهه بأي تهديد أو حد من الحرية الإنسانية، فكما قال الكاردينال إردو خلال افتتاح السينودس الأخير: التحدي الأكبر الذي يواجه السينودس اليوم هو أن يحمل عالم اليوم الى أبعد من الإلتزامات الكاثوليكية وأن يقدم له “سحر الرسالة المسيحية” حول الزواج والعائلة من خلال إعطاء أجوبة حقيقية ومليئة بالحب لأن العالم يحتاج للمسيح!”