يشّرفُني أن أتكلمَ في هذا الملتقى العلميِّ الأول، برعايةِ سماحةِ الشيخ الدكتور أحمد بدر الدين حسون المفتي العام للجمهورية العربية السورية.

هو مشروعٌ مشتركٌ في خدمةِ الإنسانِ، مركزُ المعالجةِ الفيزيائيةِ لتأهيلِ المصابينَ في الحرب بالتعاون مع فرع جامعة حلب لحزب البعث العربي الإشتراكي ودارِ الإفتاءِ للجمهوريةِ العربية السورية ومطرانية حلب المارونية (العمل الإجتماعي).

إنّ العلمَ والطِبَ هما في خدمةِ الإنسانِ المحتاجِ والمتألم، نوظِّف موهبتَنا لنصبحَ كِباراً بالانسانيَّةِ وكِباراً بمعرِفَةِ الله وحقيقَتِهِ. ونحنُ نعلمُ أنَّ هذهِ المعرِفَةَ هي قِمَّةُ المعارِفِ ودونَها كلُّ المعارِفِ الأخرى، وليكنْ ما اكتنزتموه من عِلمٍ وثقافَةٍ ومَعرِفَةٍ وسيلةً تقودُكُم إلى المعرِفَةِ المطلَقةِ، حقيقةِ الله.

هذا الملتقى العلميُّ الاولُ هو في خدمةِ ثقافةِ اللقاءِ الحقيقيّة، نلتقي بالعلمِ والطبِ لعلاج الإنسانِ المصابِ والذي هو بحاجةٍ إلينا جميعاً.

معكم يتجلَّى التواصلُ الحقيقيُ البعيدُ عن التفرقةِ والعنفِ والتهديدِ والإرهاب، أنتم رسلُ العطاء من خلالِ علمِكم وخبراتِكم وثقافتِكم فأردْتم بناءَ الجسورِ بدلَ الهدمِ والدمار، أولاً في جسدِ الإنسان لتنعكس بعدها على روحهِ وحياتهِ.

لا يكفي أن نعبرَ "الطرقات"ِ الرقميّةَ، أي أن نكونَ متصلينَ بالشبكةِ، وإنَّما على هذا الاتصالِ أن يترافقُ بلقاءٍ حقيقيّ، لأنه لا يمكنُنا أن نعيشَ وحدَنا، منغلقينَ على أنفسِنا. نحنُ بحاجةٍ لنُحِبَّ ونُحَبَّ. نحنُ بحاجةٍ للحنان. إن استراتيجياتِ التواصلِ لا تضمنُ لنا جمالَ وحقيقةَ التواصلِ، ولا يمكنُ لعالم الاتصالاتِ أن يكونِ غريبًا عن الاهتمامِ بالبشريّة، ولذلك فهو مدعوٌ أيضًا للتعبير عن الحنان، فتصبح الشبكةُ الرقميّةُ مكانًا غنيًّا بالإنسانيّة.

وحدَهُ الشخصُ الذي يتواصلُ واضعًا مصداقيتَهُ على المِحكِّ يمكنُه أن يصبحَ مرجِعيّةً للآخرِ، فالمشاركةُ الشخصيّةُ هي أساسُ المصداقيةِ في التواصلِ، ولهذا السببِ بالذاتِ يمكنُ لِخبرتِكم العلميةِ والطبيةِ والإنسانية، أن تصلَ إلى الضواحي الوجوديّة.

نحن هنا في هذا الملتقى العلميِّ الاولِ لتأهيلِ المصابينَ في الحرب، جاعلينَ الكائنَ البشريَ محورَ اهتمامِنا. تعاونٌ مميزٌ بينَ جامعةِ حلبَ ودارِ الإفتاءِ والعملِ الإجتماعي الماروني.

إنَّ البحثَ الطبيَّ العلميَّ في ميدانِ الحياةِ البشريّةِ، يرتكزُ على السواءِ على نورِ العقلِ والإيمان، يُسهِمُ في إعدادِ رؤيةٍ شاملةٍ عن الإنسانِ ودعوته. وتقبُّلِ كلِّ ما يظهرُ من صلاحٍ في أعمالِ البشرِ وفي مختلِفِ التقاليدِ الثقافيّةِ والدينيّةِ التي غالباً ما تُعرِبُ عن احترامٍ عميقٍ للحياة.

إننا نثقُ بكم يا أصحاب الإختصاص والبحثِ العلميِّ والطبيِّ، الذينَ يرَونَ في العلمِ خدمةً جُلَّى لخيرِ الحياةِ الشاملِ ولكرامةِ كلِّ كائنٍ بشريّ. ونتطلّعُ إليكم بأملٍ ، ونتمنَّى في أن تعمَّ ثمارُ هذا الملتقى حتى الحالاتِ الفقيرةِ، وتلك التي تعاني من  جرّاءِ إصاباتِ الحربِ، فتُلبّى الحاجاتُ الأكثرُ إلحاحاً والأكثرُ مأسويّةً، من وجهةِ النظرِ الإنسانية. ونريدُ أن تكونَ حاضرةً إلى جانبِ كلِّ متألمٍ في جسدهِ وفي نفسهِ، كي تقدِّمَ له لا المؤاساةَ فحسبُ، بل النورَ والرجاءَ اللذين من خلالِهما يكتسبُ المرَضُ أو اختبارُ الموتِ معنىً.

عندما تنفرجُ طريقُ الحبِّ يصبحُ الالمُ مجرّدَ سُلَّمٍ نعتليهِ لنرتقيَ نحو الاكتمالِ، ويصبحُ الجسدُ رعشةً سماويةً تعيشُ لحظةَ الخلقِ في لحظةِ الحبِّ. وتتساقطُ الخطايا عندها كما تتساقطُ الحشراتُ امام الضوءِ الذي تنجذبُ إليه.

يمكنُ للقتلةِ والإرهابيينَ أن يقتلوا في الإنسانِ الأنسجةَ، وأن يمزِّقوا فيه العضلات، لكنَّهم لا يقدرون أن يمحوا مَقدِرتَهُ على حملِ الألوهةِ فيه، لذا كانتِ القيامةُ برهاناً لمن ارادَ أن يعيَ أنَّ الألوهةَ في الجسدِ لا تموتُ ولا تسمحُ لذاتِها الجسديةِ ان تنتهي.

لهذا، فكلُّ انسانٍ مهمٌ بحدِّ ذاتِه، وكلُّ قتلٍ للجسدِ هو حضورٌ لليأسِ وضدُ الدين، هو نُكرانٌ للروحِ وتغييبٌ للألوهةِ فيه.
أنتم، أيُّها المثقفون والأطباءُ والباحثون، وعلماءُ هذا الملتقى العلميِّ الأولِ في جامعةِ حلبَ الشهباء، تحملون ثقافةَ الحياةِ، لأنَها لا تعرفُ الموتَ ولا تبحثُ عنه ولا تفدي ايَّ جسدٍ بأيةِ قيمةٍ اخرى، لأنَّ الجسدَ ليس مجردَ ثوبٍ للروح بل هو حاملُها، وهو محبوبُها، وهي حبيبتُه. إنَّهما الإنسانُ المتحدان في واحدٍ، وما جمَعَهُ اللهُ لا يمكن لانسانٍ ان يفرِّقَ بينهما.

نعم،هنا في حلبَ نعيشُ معكم اليومَ ثقافةَ اللقاءِ بدلاً من الانتقام

نطلبُ بأن تحلَّ ثقافةُ الحوارِ والسلامِ مكانَ الانتقامِ في سوريا، لأنّه من دونِ هذه الثقافة سينتهيَ العالمُ إلى البؤس. إنَّ الانغلاقَ على الذاتِ يأخذُ صورةَ الكراهيةِ والأنانيةِ والتنافسِ والعطشِ إلى المال والسلطةِ في حينِ أنهُ مُمكِنٌ أنْ يتحوّلَ الانتقامُ إلى مسامحة.

 معكم يا أهلَ العلمِ والفكرِ، نعتمدُ على رفعِ منسوبِ التاثيرِ الثقافيِّ في مجرياتِ حياتِنا العامة، على العيش معا، والذي يقتضي العملَ على تعزيزِ قيمِ المساواةِ والتسامح، وحريةِ الرأي والاعترافِ بالآخرِ، والحقِ بالتعلُّم والعيشِ بك رامةٍ تحتَ سقفِ القناعةِ المطلقةِ بأنْ لا خلاصَ للفردِ أو الجماعةِ بمعزِلٍ عن الخلاصِ العام، وأنَّ العلاقَةَ بينَ الخاصِ والعام في هذا النطاقِ هي علاقةٌ جدليةٌ يتبادلُ فيها الطرفانِ التأثيرَ والفاعليةَ، فالرهانُ على التربيةِ في هذا الموضوعِ يُشكِّلُ التحديَ الاساسيَ لمُجمَلِ ما نقومُ به في بناءِ الأجيالِ بناءً جديدًا سليمًا، بعيدًا عن التقوقعِ والانغلاقِ والخوفِ والتوجّس والتربّص، بالارتكازِ على ترسيخِ مبادئ حلِّ النزاعاتِ بالطرقِ السلميةِ والديموقراطية، وإدارةِ التنوعِ الثقافيِّ بالمقاربةِ الجامعةِ التي تستهدفُ المُشتركاتِ، وتُسلِّطُ الأضواءَ عليها، لتكونَ في موضعِ الحضورِ الطاغي والسِمَةِ الأساسيةِ التي تُظهِرُ مجتمعَنا بما يستحقُهُ ويليقُ به. ذلك أنَّ التنوعَ نعمةٌ لا نِقمةٌ، ودليلُ حيويةٍ لا رتابة، فالطبيعةُ ليس لها لونٌ واحدٌ، بل هي مشهديةُ ألوانٍ تتناغمُ فيما بينها، لتشكِّلَ تلك اللوحةَ الجميلةَ التي اسمُها سوريا.

من دونِ مبدأ كرامةِ الإنسانِ الأساسي، يستحيلُ التوصُّلُ إلى حكمٍ أخلاقيٍ أمامَ الإنجازاتِ العلميةِ التي تتدخلُ مباشرةً في حياةِ الإنسان. لذا لا بدَّ من التكرارِ وبحزم أنَّ فهمَ كرامةِ الإنسانِ لا يعتمدُ على التقدّمِ العلميِّ، أو التكوّنِ التدريجيِ للحياةِ البشريةِ، أو الشفقةِ أمامَ أوضاعٍ استثنائية. عندما يتمُّ التماسُ احترامِ كرامةِ الإنسانِ، يجبُ أن يكونَ شاملاً وتاماً ومحرَّراً من القيود، ما عدا تلك المتعلقةَ بالاعترافِ بالتواجدِ أمامَ حياةٍ بشرية. بالطبع إنَّ الحياةَ البشريةَ تشهدُ تقدّما،ً وأنَّ آفاقَ البحوثِ العلميةِ والبيوأخلاقيات مفتوحةٌ، عير أنّه لا بدَّ من إعادةِ التأكيدِ على أن العلماءَ لا يستطيعونَ أبداً أن يفكروا في المجالات المتعلقةِ بالإنسان، بأن ما يتعاملون معه هو مجرّد مادةٍ جامدةٍ يمكنُ التلاعبَ بها.

أيها الأعضاءُ الأجلاء في الملتقى العلميِّ الأول، إنَّ مهمتَكُم تبدو أكثرَ دقةً وصعوبةً في السياق الراهن، لكنَّ الوعيَ المتزايدَ حولَ الحياةِ البشريةِ يُعتَبَرُ تشجيعاً على الاستمرارِ باندفاعٍ وشجاعةٍ في هذه الخدمةِ المهمَّةِ للحياة، ولتربيةِ الأجيالِ المستقبلية على القيمِ الإنسانية والدينية الصحيحة. أرجو أن تستمروا جميعاً في الدراسةِ والبحثِ والخدمةِ والعطاءِ، لكيما يكونَ العملُ على تعزيزِ الحياةِ والدفاعِ عنها أكثرَ فعاليةً وإنتاجاً.

عشتم، عاشت سوريا، مشمولين برحمةِ الله وبركاتِهِ. 

يشّرفُني أن أتكلمَ في هذا الملتقى العلميِّ الأول، برعايةِ سماحةِ الشيخ الدكتور أحمد بدر الدين حسون المفتي العام للجمهورية العربية السورية.

هو مشروعٌ مشتركٌ في خدمةِ الإنسانِ، مركزُ المعالجةِ الفيزيائيةِ لتأهيلِ المصابينَ في الحرب بالتعاون مع فرع جامعة حلب لحزب البعث العربي الإشتراكي ودارِ الإفتاءِ للجمهوريةِ العربية السورية ومطرانية حلب المارونية (العمل الإجتماعي).

إنّ العلمَ والطِبَ هما في خدمةِ الإنسانِ المحتاجِ والمتألم، نوظِّف موهبتَنا لنصبحَ كِباراً بالانسانيَّةِ وكِباراً بمعرِفَةِ الله وحقيقَتِهِ. ونحنُ نعلمُ أنَّ هذهِ المعرِفَةَ هي قِمَّةُ المعارِفِ ودونَها كلُّ المعارِفِ الأخرى، وليكنْ ما اكتنزتموه من عِلمٍ وثقافَةٍ ومَعرِفَةٍ وسيلةً تقودُكُم إلى المعرِفَةِ المطلَقةِ، حقيقةِ الله.

هذا الملتقى العلميُّ الاولُ هو في خدمةِ ثقافةِ اللقاءِ الحقيقيّة، نلتقي بالعلمِ والطبِ لعلاج الإنسانِ المصابِ والذي هو بحاجةٍ إلينا جميعاً.

معكم يتجلَّى التواصلُ الحقيقيُ البعيدُ عن التفرقةِ والعنفِ والتهديدِ والإرهاب، أنتم رسلُ العطاء من خلالِ علمِكم وخبراتِكم وثقافتِكم فأردْتم بناءَ الجسورِ بدلَ الهدمِ والدمار، أولاً في جسدِ الإنسان لتنعكس بعدها على روحهِ وحياتهِ.

لا يكفي أن نعبرَ "الطرقات"ِ الرقميّةَ، أي أن نكونَ متصلينَ بالشبكةِ، وإنَّما على هذا الاتصالِ أن يترافقُ بلقاءٍ حقيقيّ، لأنه لا يمكنُنا أن نعيشَ وحدَنا، منغلقينَ على أنفسِنا. نحنُ بحاجةٍ لنُحِبَّ ونُحَبَّ. نحنُ بحاجةٍ للحنان. إن استراتيجياتِ التواصلِ لا تضمنُ لنا جمالَ وحقيقةَ التواصلِ، ولا يمكنُ لعالم الاتصالاتِ أن يكونِ غريبًا عن الاهتمامِ بالبشريّة، ولذلك فهو مدعوٌ أيضًا للتعبير عن الحنان، فتصبح الشبكةُ الرقميّةُ مكانًا غنيًّا بالإنسانيّة.

وحدَهُ الشخصُ الذي يتواصلُ واضعًا مصداقيتَهُ على المِحكِّ يمكنُه أن يصبحَ مرجِعيّةً للآخرِ، فالمشاركةُ الشخصيّةُ هي أساسُ المصداقيةِ في التواصلِ، ولهذا السببِ بالذاتِ يمكنُ لِخبرتِكم العلميةِ والطبيةِ والإنسانية، أن تصلَ إلى الضواحي الوجوديّة.

نحن هنا في هذا الملتقى العلميِّ الاولِ لتأهيلِ المصابينَ في الحرب، جاعلينَ الكائنَ البشريَ محورَ اهتمامِنا. تعاونٌ مميزٌ بينَ جامعةِ حلبَ ودارِ الإفتاءِ والعملِ الإجتماعي الماروني.

إنَّ البحثَ الطبيَّ العلميَّ في ميدانِ الحياةِ البشريّةِ، يرتكزُ على السواءِ على نورِ العقلِ والإيمان، يُسهِمُ في إعدادِ رؤيةٍ شاملةٍ عن الإنسانِ ودعوته. وتقبُّلِ كلِّ ما يظهرُ من صلاحٍ في أعمالِ البشرِ وفي مختلِفِ التقاليدِ الثقافيّةِ والدينيّةِ التي غالباً ما تُعرِبُ عن احترامٍ عميقٍ للحياة.

إننا نثقُ بكم يا أصحاب الإختصاص والبحثِ العلميِّ وا لطبيِّ، الذينَ يرَونَ في العلمِ خدمةً جُلَّى لخيرِ الحياةِ الشاملِ ولكرامةِ كلِّ كائنٍ بشريّ. ونتطلّعُ إليكم بأملٍ ، ونتمنَّى في أن تعمَّ ثمارُ هذا الملتقى حتى الحالاتِ الفقيرةِ، وتلك التي تعاني من  جرّاءِ إصاباتِ الحربِ، فتُلبّى الحاجاتُ الأكثرُ إلحاحاً والأكثرُ مأسويّةً، من وجهةِ النظرِ الإنسانية. ونريدُ أن تكونَ حاضرةً إلى جانبِ كلِّ متألمٍ في جسدهِ وفي نفسهِ، كي تقدِّمَ له لا المؤاساةَ فحسبُ، بل النورَ والرجاءَ اللذين من خلالِهما يكتسبُ المرَضُ أو اختبارُ الموتِ معنىً.

عندما تنفرجُ طريقُ الحبِّ يصبحُ الالمُ مجرّدَ سُلَّمٍ نعتليهِ لنرتقيَ نحو الاكتمالِ، ويصبحُ الجسدُ رعشةً سماويةً تعيشُ لحظةَ الخلقِ في لحظةِ الحبِّ. وتتساقطُ الخطايا عندها كما تتساقطُ الحشراتُ امام الضوءِ الذي تنجذبُ إليه.

يمكنُ للقتلةِ والإرهابيينَ أن يقتلوا في الإنسانِ الأنسجةَ، وأن يمزِّقوا فيه العضلات، لكنَّهم لا يقدرون أن يمحوا مَقدِرتَهُ على حملِ الألوهةِ فيه، لذا كانتِ القيامةُ برهاناً لمن ارادَ أن يعيَ أنَّ الألوهةَ في الجسدِ لا تموتُ ولا تسمحُ لذاتِها الجسديةِ ان تنتهي.

لهذا، فكلُّ انسانٍ مهمٌ بحدِّ ذاتِه، وكلُّ قتلٍ للجسدِ هو حضورٌ لليأسِ وضدُ الدين، هو نُكرانٌ للروحِ وتغييبٌ للألوهةِ فيه.
أنتم، أيُّها المثقفون والأطباءُ والباحثون، وعلماءُ هذا الملتقى العلميِّ الأولِ في جامعةِ حلبَ الشهباء، تحملون ثقافةَ الحياةِ، لأنَها لا تعرفُ الموتَ ولا تبحثُ عنه ولا تفدي ايَّ جسدٍ بأيةِ قيمةٍ اخرى، لأنَّ الجسدَ ليس مجردَ ثوبٍ للروح بل هو حاملُها، وهو محبوبُها، وهي حبيبتُه. إنَّهما الإنسانُ المتحدان في واحدٍ، وما جمَعَهُ اللهُ لا يمكن لانسانٍ ان يفرِّقَ بينهما.

نعم،هنا في حلبَ نعيشُ معكم اليومَ ثقافةَ اللقاءِ بدلاً من الانتقام

نطلبُ بأن تحلَّ ثقافةُ الحوارِ والسلامِ مكانَ الانتقامِ في سوريا، لأنّه من دونِ هذه الثقافة سينتهيَ العالمُ إلى البؤس. إنَّ الانغلاقَ على الذاتِ يأخذُ صورةَ الكراهيةِ والأنانيةِ والتنافسِ والعطشِ إلى المال والسلطةِ في حينِ أنهُ مُمكِنٌ أنْ يتحوّلَ الانتقامُ إلى مسامحة.

 معكم يا أهلَ العلمِ والفكرِ، نعتمدُ على رفعِ منسوبِ التاثيرِ الثقافيِّ في مجرياتِ حياتِنا العامة، على العيش معا، والذي يقتضي العملَ على تعزيزِ قيمِ المساواةِ والتسامح، وحريةِ الرأي والاعترافِ بالآخرِ، والحقِ بالتعلُّم والعيشِ بكرامةٍ تحتَ سقفِ القناعةِ المطلقةِ بأنْ لا خلاصَ للفردِ أو الجماعةِ بمعزِلٍ عن الخلاصِ العام، وأنَّ العلاقَةَ بينَ الخاصِ والعام في هذا النطاقِ هي علاقةٌ جدليةٌ يتبادلُ فيها الطرفانِ التأثيرَ والفاعليةَ، فالرهانُ على التربيةِ في هذا الموضوعِ يُشكِّلُ التحديَ الاساسيَ لمُجمَلِ ما نقومُ به في بناءِ الأجيالِ بناءً جديدًا سليمًا، بعيدًا عن التقوقعِ والانغلاقِ والخوفِ والتوجّس والتربّص، بالارتكازِ على ترسيخِ مبادئ حلِّ النزاعاتِ بالطرقِ السلميةِ والديموقراطية، وإدارةِ التنوعِ الثقافيِّ بالمقاربةِ الجامعةِ التي تستهدفُ المُشتركاتِ، وتُسلِّطُ الأضواءَ عليها، لتكونَ في موضعِ الحضورِ الطاغي والسِمَةِ الأساسيةِ التي تُظهِرُ مجتمعَنا بما يستحقُهُ ويليقُ به. ذلك أنَّ التنوعَ نعمةٌ لا نِقمةٌ، ودليلُ حيويةٍ لا رتابة، فالطبيعةُ ليس لها لونٌ واحدٌ، بل هي مشهديةُ ألوانٍ تتناغمُ فيما بينها، لتشكِّلَ تلك اللوحةَ الجميلةَ التي اسمُها سوريا.

من دونِ مبدأ كرامةِ الإنسانِ الأساسي، يستحيلُ التوصُّلُ إلى حكمٍ أخلاقيٍ أمامَ الإنجازاتِ العلميةِ التي تتدخلُ مباشرةً في حياةِ الإنسان. لذا لا بدَّ من التكرارِ وبحزم أنَّ فهمَ كرامةِ الإنسانِ لا يعتمدُ على التقدّمِ العلميِّ، أو التكوّنِ التدريجيِ للحياةِ البشريةِ، أو الشفقةِ أمامَ أوضاعٍ استثنائية. عندما يتمُّ التماسُ احترامِ كرامةِ الإنسانِ، يجبُ أن يكونَ شاملاً وتاماً ومحرَّراً من القيود، ما عدا تلك المتعلقةَ بالاعترافِ بالتواجدِ أمامَ حياةٍ بشرية. بالطبع إنَّ الحياةَ البشريةَ تشهدُ تقدّما،ً وأنَّ آفاقَ البحوثِ العلميةِ والبيوأخلاقيات مفتوحةٌ، عير أنّه لا بدَّ من إعادةِ التأكيدِ على أن العلماءَ لا يستطيعونَ أبداً أن يفكروا في المجالات المتعلقةِ بالإنسان، بأن ما يتعاملون معه هو مجرّد مادةٍ جامدةٍ يمكنُ التلاعبَ بها.

أيها الأعضاءُ الأجلاء في الملتقى العلميِّ الأول، إنَّ مهمتَكُم تبدو أكثرَ دقةً وصعوبةً في السياق الراهن، لكنَّ الوعيَ المتزايدَ حولَ الحياةِ البشريةِ يُعتَبَرُ تشجيعاً على الاستمرارِ باندفاعٍ وشجاعةٍ في هذه الخدمةِ المهمَّةِ للحياة، ولتربيةِ الأجيالِ المستقبلية على القيمِ الإنسانية والدينية الصحيحة. أرجو أن تستمروا جميعاً في الدراسةِ والبحثِ والخدمةِ والعطاءِ، لكيما يكونَ العملُ على تعزيزِ الحياةِ والدفاعِ عنها أكثرَ فعاليةً وإنتاجاً.

عشتم، عاشت سوريا، مشمولين برحمةِ الله وبركاتِهِ. 

بيان الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة – لبنان ( أوسيب لبنان) استنكارا لجريمة الدولة الاسلامية المزعومة بحق العمال الأقباط في ليبيا

لم يكن مستغربا ان تعلن على الملأ عصابات الدولة الاسلامية المزعومة  نبأ اعدامها بأبشع الطرق ٢١ عاملا قبطيا ينتمون الى الفئات الفقيرة في مصر ، بعد ان احتجزت حريتهم اياما عدة ، وذلك  لا لسبب الا للهوية الدينية التي يحملها هؤلاء  المستضعفون  الذين اوصت كل الأديان  والمذاهب الانسانية باستقبالهم وتوفير الحماية اللازمة لهم، مما اثار موجة  عارمة من الاستنكار والادانة الشديدة لهذه الجريمة النكراء التي درج التنظيم الإرهابي المذكور  على ارتكاب مثيلاتها حيث انتشر وباؤه  في الشرق والغرب .