هكذا يحتفل بأسبوع الآلام في الأراضي المقدسة

راهب فرنسيسكاني يشرح المراحل ويصف روعة الأمر

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

في مقابلة أجراها الدكتور روبير شعيب من زينيت مع الراهب الفرنسيسكاني من حراس الأراضي المقدسة أليساندرو كونيليا، شرح هذا الأخير كيف تتم الاحتفالات في زمن الصوم وبخاصة في أسبوع الآلام في الأراضي المقدسة.

***

أيها الأخ أليساندرو، أنت تتمتع بنعمة عيش أسبوع الآلام في مكان الحدث وتجعل الحجاج يشاركون بهذه النعمة. ما هي نقطة التوعية الأساسية التي تنطلق منها لفتح عيون السياح وتحويلهم الى حجاج؟

يعد الصوم وأسبوع الآلام من الأوقات المميزة في القدس من وجهات نظر مختلفة. أولا نعمة الاحتفال في الأماكن المقدسة للقيامة، حيث تمت الأحداث العجيبة بالفعل. تحيي كل أديرة الأراضي المقدسة التابعة للطقس اللاتيني والتي تتواجد أيضًا في كل أنحاء العالم ذكرى الخلاص وهذه الذكرى مرتبطة جغرافيًّا بهذه الأرض التي شهدت على هذا الحدث منذ 2000 سنة.

الى أي تاريخ تعود ممارسات التقوى والذكرى التي نحتفل نحن بها اليوم؟

ليتورجيات الكنيسة في القدس بحسب ما نعلم (منذ القرن الرابع حين تركت حاجة وهي إيجيريا دفتر يومياتها حول الحج في الأراضي المقدسة) هي ليتورجيات مرحلية، تجسد أحداث الخلاص في مراحله الجغرافية المتعددة بحسب وقوعها التاريخي. في الصوم االكبير بشكل خاص مثلا، يتبع الإخوة الفرنسيسكان منهجًا قريبًا من السر الفصحي من خلال احتفال مقسم على مراحل يحملنا حتى بطريقة جسدية الى الفصح والقيامة.

كيف يتم اليوم تجسيد هذه المحطات؟

ابتداء من الأسبوع الثاني من الصوم يحتفل كل أربعاء بقداس في أحد مزارات أو محطات الآلام بدءًا من جبل الزيتون الذي يذكرنا بالبكاء على أورشليم (لوقا 19، 41-44)، نزولا الى بستان الزيتون للاحتفال بصلاة يسوع في بستان الزيتون (راجع متى 26، 36 الى 46) ومن ثم نحتفل بذكرى ما قاساه يسوع في دار الولاية عند بيلاطس (راجع يوحنا 18، 38-39، ويو 19، 1-5)، وهو ما يشير الى جلد يسوع، وأخيرًا نحتفل برتبة درب الصليب في كنيسة الحكم. في هذا الأسبوع الخامس والى جانب احتفال يوم الأربعاء هناك احتفالات ليتورجية أخرى كيوم الجمعة على الجلجلة نتذكر أحزان مريم التي وقفت الى جانب صليب ابنها (راجع يوحنا 19، 25-27).

ماذا تخبرنا عن ذكرى آلام المسيح بالتحديد بما أننا في “الأسبوع العظيم”؟

مع هذه الذكرى تبدأ احتفالات أسبوع الآلام، “الأسبوع العظيم” هذا الإسم الذي كان أجدادنا يطلقونه عليه، يعيش فيه المسيحيون المحليون والحجاج في القدس المراحل الأخيرة من حياة يسوع في الأماكن التي وقعت فيها. لذلك، يوم أحد الشعانين وبعد القداس الصباحي في كنيسة القيامة مع بطريرك اللاتين يتجمع بعد الظهر آلاف المؤمنين في بيت فاجي لبدء مسيرة تجسد دخول يسوع الى أورشليم الذي تم في يوم مماثل منذ ألفي سنة (راجع لوقا 19، 28-40).

لا بد أن يكون للثلاثية الفصحية معنى كبيرًا بما أنكم تحتفلون بها في الأماكن عينها التي تمت بها. أليس كذلك؟

في الواقع نعم…ففي هذه الأيام تكون النقطة الجامعة بين الاحتفالات والأماكن الليتورجية أقرب لأن خميس الأسرار وبعد أن نحتفل بقداس الميرون الصباحي من القبر المقدس نجتمع في الغرفة في العلية لنحيي ذكرى غسل الأرجل التي قام بها يسوع في العشاء الأخير (راجع يوحنا 13، 1-15). يوم الجمعة العظيمة نتوجه الى الجلجلة لنحتفل برتبة الآلام والسجود للصليب. أما يوم سبت النور فنحتفل بالأمسية الفصحية لقيامة المسيح، ونقوم بالأامر عينه يوم الأحد، وإحدى أهم علامات هذه الاحتفالات هي ترنيمة القيامة التي نقوم بها أمام القبر معلنين بأن يسوع قام من بين الأموات وغلب الموت.

ما هي الرسالة التي تريد توجيهها للذين يرغبون أو يحلمون بالمشاركة بهذه الاحتفالات في الأراضي المقدسة؟

بالنسبة إلي كراهب فرنسيسكاني من حراس الأراضي المقدسة، إنها لنعمة وهبت الي من الله كي اتمكن أن أعايش هذه اللحظات من السنة الليتورجية هنا. ما نختبره هنا لا يتواجد في أي مكان آخر. نواجه بالطبع بعض الصعوبات بين المسيحيين الذين يعيشون في المكان عينه ويحتفلون بالعيد بحسب تقويم آخر مع الحاجات “للتأقلم” مع احتفالاتنا. ولكن أخيرًا يبقى لطعم المرور بالأماكن نفسها وبخاصة أماكن الآلام والموت والقيامة نعمة مميزة.

***

نقلته الى العربية (بتصرف) نانسي لحود- وكالة زينيت العالمية

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير