أيها الإخوة والأخوات الأعزاء، غدًا هو خميس الأسرار. فبعد الظهر وبقداس “عشاء الرب” تبدأ الثلاثية الفصحيّة لآلام، وموت وقيامة المسيح، ذروة السنة الليتورجية بأسرها. تُفتتح الثلاثيّة بتذكار العشاء الأخير. إن يسوع، عشيّة آلامه، قدّم للآب جسده ودمه تحت شكلي الخبز والخمر وأعطاهما غذاء للرسل وأمرهم بالاستمرار بصنع هذه التقدمة لذكره. يظهر لنا إنجيل هذا الاحتفال، يسوع – كخادم – يغسل أرجل سمعان بطرس والتلاميذ الأحد عشر الآخرين. وبهذا التصرّف النبوي، يعبّر عن معنى حياته وآلامه، كخدمة لله والإخوة: “لأَنَّ ابنَ الإِنسانِ لم يَأتِ لِيُخدَم، بل لِيَخدُمَ ويَفدِيَ بِنَفْسِه جَماعةَ النَّاس”. في ليتورجيّة الجمعة العظيمة نتأمّل سرّ موت المسيح ونعبد الصليب. في آخر لحظات حياته، قبل أن يسلم الروح للآب قال يسوع: “لقد تمّ!”. ما معنى هذه الكلمات؟ تعني بأنَّ عمل الخلاص قد تمّ وبأن جميع الكتابات قد وجدت اكتمالها في محبّة المسيح، الحمل المذبوح. فيسوع قد حوّل بتضحيته أكبر شرّ إلى أعظم حبٍّ. أما سبت النور فهو اليوم الذي تتأمّل فيه الكنيسة “رقاد” المسيح في القبر بعد جهاد الصليب الظافر. في سبت النور تتشبّه الكنيسة، مرة أُخرى، بمريم: ويجتمع إيمانها بها هي المؤمنة الأولى والكاملة. ففي الظلمة التي تغمر الخليقة، هي وحدها التي تُبقي شعلة الإيمان متّقدةً، تترجى على غير رجاء قيامة يسوع. في عشيّة الفصح العظيمة، التي يتردّد فيها مجدّدًا صدى الـ “هللويا” نحتفل بالمسيح القائم من الموت، محور وهدف الكون والتاريخ؛ نسهر ممتلئين بالرجاء بانتظار عودته، عندما يظهر عيد الفصح بملئه. أيها الإخوة والأخوات الأعزاء، هذا هو سرّ الفصح العظيم! في هذه الليلة المقدّسة تسلمنا الكنيسة نور القائم من الموت، لكي لا يكون فينا ندم القائل: “فات الأوان…” بل الرجاء الذي ينفتح على حاضر مليء بالمستقبل: المسيح قد غلب الموت ونحن معه.
Santo Padre: Rivolgo un cordiale benvenuto ai pellegrini di lingua araba, in particolare a quelli provenienti dal Medio Oriente! Cari fratelli e sorelle, entriamo nel mistero della passione del Signore e facciamo nostri gli “stessi sentimenti di Cristo Gesù”. Vi auguro una Buona Pasqua e il Signore vi benedica!
Speaker:
أُرحّبُ بالحجّاجِ الناطقينَ باللغةِ العربية، وخاصةً بالقادمينَ منالشرق الأوسط. أيها الإخوةُ والأخواتُ الأعزاء، لندخل في سرّ آلام الرب ولتكن فينا المشاعر التي هي “أَيضاً في المَسيحِ يَسوع”. أتمنى لكم فصحًا مجيدًا وليبارككُم الرب!
© Copyright – Libreria Editrice Vaticana