"ها هوذا الرجل!" علينا أن نولد من موت يسوع من أجلنا!

مقتطفات من عظة الأب كانتالاميسا في يوم الجمعة العظيمة

Share this Entry

“ها هوذا الرجل” حول هذه العبارة تمحورت عظة الأب رانييرو كانتالاميسا الكبوشي، واعظ الدار الرسولية يوم الجمعة العظيمة 3 نيسان في بازيليك القديس بطرس. واستهلّ عظته بدعوة الى التأمل في مقطع من الإنجيل يستحق التوقف عليه بحسب رأيه وهو: “فأخذ بيلاطس يسوع وجلده. ثم ضفر الجنود إكليلاً من شوك ووضعوه على رأسه، وألبسوه رداءً أرجوانيًا، وأخذوا يدنون منه فيقولون: “السلام عليك يا ملك اليهود!” وكانوا يلطمونه. وخرج بيلاطس ثانيًا وقال لهم: “ها إني أخرجه إليكم لتعلموا لأني لا أجد فيه سببًا لاتهامه”. فخرج يسوع وعليه إكليل الشوك والرداء الأرجواني، فقال لهم بيلاطس: ها هوذا الرجل!” (يو 19: 1-5).

انطلق من هذا المشهد الإنجيلي ليعبّر عن صورة المسيح في تلك الأثناء التي حاول العديد من الرسامين تصويرها إنما أكثر ما ركّز عليه هو هذه العبارة “ها هوذا الرجل” التي تنطبق على الكثيرين من الناس من حولنا قائلاً: “دعونا لا نفكر لمرة واحدة في حياتنا في المصائب الاجتماعية والجماعية مثل الجوع والفقر والظلم واستغلال الضعيف. إننا غالبًا ما نتحدث عنها بالرغم من أنّ هذا ليس كافيًا ولكننا نواجه خطر أن تكون هذه الأمور لوحات تجريدية. نتحدث عن فئات وليس عن أشخاص. دعونا إذًا نفكّر بالعذاب الذي يعانيه أشخاص كثر، هؤلاء الأشخاص الذين يملكون اسمًا وهوية محددين؛ لنفكّر بالعذابات التي يتمّ الإعلان عنها بدم بارد وترتكب إراديًا في هذا الوقت على يد بشر بحق بشر مثلهم وحتى بحق أولاد”.

وتابع كانتالاميسا: “كم يوجد من “ها هوذا الرجل” في العالم! يا إلهي كم يوجد من “ها هوذا الرجل”! كم يوجد مساجين يعيشون في الظروف نفسها التي كان يعيشها يسوع في محكمة بيلاطس البنطي: وحيدين ومكبّلي الأيدي ومعذّبين بعهدة الجنود المملوءين كراهية يقومون بكل أنواع العنف الجسدي والنفسي فرحين في رؤية معاناتهم: “علينا ألاّ ننام، علينا ألاّ نتركهم وحدهم!” مشيرًا في ما قبل الى قول الفيلسوف بليز بسكال الذي قال عندما تأمل في آلام المسيح:  “سيعيش يسوع الآلام حتى نهاية العالم، وخلال هذه الفترة يجب ألا ننام أبدًا”.

“في الواقع إنّ يسوع يعيش الآلام في كل رجل وامرأة يعيشان هذه العذابات. “لي أنا قد فعلتموه!” (متى 25: 40): إنّ هذه العبارة لم يقلها من أجل أشخاص يؤمنون به: بل قالها من أجل كل رجل وامرأة يشعران بالجوع أو العري وسوء المعاملة وفي السجن. وتابع الأب كانتالاميسا ليقول: “إنّ عبارة “ها هوذا الرجل” لا تنطبق على الضحايا فحسب بل على الجلاّدين أيضًا: ها هوذا ما يستطيع الإنسان أن يقوم به! وبخوف ورعدة فلنقل بالأحرى: هذا ما نستطيع نحن البشر أن نقوم به! نحن بعيدون عن مسيرة الإنسان العاقل، وهو الإنسان الذي يجب أن يولد من موت يسوع من أجله وأن يأخذ مكانه!”

وأضاف: “ليس المسيحيين وحدهم من يذهبون ضحايا هذا العنف القاتل الذي يسود على الأرض إنما لا يمكننا أن نتجاهل الواقع الذي يبيّن بأنّ عددًا كبيرًا منهم هم الأكثر استهدافًا وتواترًا” مستنكرًا “التجاهل المقلق من قبل المؤسسات الدولية والرأي العام أمام كل ذلك. نحن، مؤسسات وأفراد العالم الغربي نواجه خطر أن نصبح مثل بيلاطس البنطي الذي غسل يديه”. 

Share this Entry

ألين كنعان إيليّا

ألين كنعان إيليا، مُترجمة ومديرة تحرير القسم العربي في وكالة زينيت. حائزة على شهادة تعليمية في الترجمة وعلى دبلوم دراسات عليا متخصّصة في الترجمة من الجامعة اللّبنانية. حائزة على شهادة الثقافة الدينية العُليا من معهد التثقيف الديني العالي. مُترجمة محلَّفة لدى المحاكم. تتقن اللّغة الإيطاليّة

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير