3 أفكار روحية حول معنى إتباع الرب يسوع في آلامه وهوانه

فلنتعرّف على بعض الأفكار الروحيّة حول روحانية إتباع يسوع. وكيف  أنّ على كل مسيحيّ أن يتبع يسوع في الهوان والمجد والضعف والقوّة والفقر والغنى. إذا، ما هو الإتباع الحقيقي؟ وما هي الأفكار التي بإمكانها أن تضعف إتباعنا ليسوع؟  كيف نقتني الإتباع؟ وما هو دورنا في عيش الإتباع؟

Share this Entry

1-   جهل لحقيقة الإتباع

عندما صارح يسوع تلاميذه عن سرّ دعوته ورسالته وأنّه «يجب أن يُعاني آلاماً شديدة، وأن يرذله الشيوخ وعظماء الكهنة والكتبية، وأن يُقتل وأن يقوم بعد ثلاثة أيام» (مر8: 31- 33) إنصدم بطرس، فبدأ يعاتب الربّ بشدّة قويّة، خاطبه معاتباً وناصحاً، بسبب أفكار المعلّم حول مفهوم تحقيق الخلاص، الذي وجب أن يبدأ من إنسانيّة الإنسان، أي من إنسانيّة يسوع المسيح الأفنوم الإلهي. وبحسب بطرس كلام يسوع غير مسؤول ولا يمكن قبوله، فعلى يسوع أن يسرع  في تصحيح خطأه ويعيد النظر في أفكاره، وألا تتعرّض صورته كقائد وزعيم روحي وسياسي إلى اهتزاز، وبالتالي يتقلّص عدد أتباعه ويضعف نفوذه. وهل يمكن يتألّم من صنع المعجزات والأعاجيب والآيات (راجع مر8: 1- 9) إنه لأمر صعب ومستهجن!! فتصريحات يسوع، جعلت بطرس في حالة كآبة نفسية ومعنوية وقيادية.

 فمن منّا لا يشبه بطرس؟ من منّا، لا يحلم بخلاص خارج إنسانيّته؟ ومن منّا يفضل أن يخلّص دون أن يتألم أو بالحري دون أن يبذل ذاته في سبيل الملكوت؟ أليس هذا الوهم بحدّ ذاته؟ لقد تمّ الخلاص في إنسانيّة الإنسان، ويسوع الإله والإنسان، مثال لكل إنسان يريد أن يحيا الخلاص في إنسانيّته، فلنقبل عطية الذات ولنختبر من خلالها خلاص الله المجانيّ لنا.  

2-   إقتناء فكر الإتباع الحقيقي

يريد بطرس، أن يكون يسوع مسيحًا قوّيًا لا يخاف، يبطش بالأعداء وينكّل بخصومه وبمعارضيه.  ولكن موقف بطرس الناصح والمعاتب لمعلمه، قابله الزجر والتأنيب من قبل المعلّم عينه، الذي طلب من بطرس بأن يعيد حساباته في مسألة آلام المسيح، هو القائل له: « سرّ خلفي يا شيطان ، لأن أفكارك ليست أفكار الله  بل أفكار البشر» (مر8: 33)، فعلى بطرس أن يتعلّم المعنى الحقيقي للتلمذ، إنها مسألة حساسّة ومصيريّة تتعلّق بكل واحد أراد أن يتبع الرب، فإن إعادة التقييم للدعوة وخلط الأوراق رأساً على عقب، ضرورة ملّحة لا تتطلّب من التلميذ التأجيل، وإلا سيتعرّض التلميذ الى تجربة خطيرة تودي بإلتزامه، إنه النكرن أو الخيانة (راجع مر 14: 66- 72) . ولكي تنجح المسيرة، على تلميذ يسوع أن يسقط من مخيلته كل فكر وهمّي عن حقيقة الإبن الإلهيّ، ولكي ينجح الإتباع، على التلميذ، أن يتبنّى فكر المسيح عينه. وما هو فكر المسيح؟ إنه الفداء والحب حتى المنتهى، فمن أراد أن يتبع الحمل الإلهي «فليزهد في نفسه ويحمل صليبه ويتبعني. لأن الذي يريد أن يُخلّص حياته يفقدها، وأما الذي يفقد حياته في سبيلي وسبيل البشارة فإنه يجدها» (مر9: 34- 36).  

3-   نحن  والإتباع

 فلنعمد في هذا الأسبوع العظيم، إلى تقييم دعوتنا المسيحيّة إنطلاقاً من إختبار القديس بطرس، متحررين بنعمة العذراء مريم من وهم الفوقيّة والإتكالية المفرطة على الذات، معترفين بأن المثالية الخدّاعة، هي وهم وسراب وجنون ومرض. فما يطلبه الرب منّا في هذا الأسبوع أن هو نقبل ونحيا آلامه الحلاصيّة ونطبعها أيقونة حب وإيمان ورجاء في قلوبنا ومشاعرنا وعواطفنا وعقولنا ونفوسنا، كما في بيوتنا وكنائسنا وأديارنا ومجتمعاتنا.  فلا يمكننا أن نبتدع لنا أفكارا شخصيّة وخاصة بنّا عن الله وطريقة علاقتنا معه، لأنّنا نكون بذلك قد وضعنا مسيرتنا المسيحيّة في مأزق الضياع والتبريرات الخاطئة، فعندها، تضعف الدعوة وتتقلّص حماسة الإتباع.

 إن عيش متطلبات الحب المضحي والفدائي، هو الخير بحدّ ذاته.

Share this Entry

الخوري جان بول الخوري

1

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير