سأل أحد الأخوة : ما معنى كلمة " الفصــــح " ، وما هو أصلها ؟!

أصل كلمة ” الفصح ” غير معروف . تفسّره الترجمة اللاتينيّة الشائعة فتضيف ” إنه العبور ” . لفظ ” الفصح ” هو الصورة المنقولة لكلمة ” Pascha ” ،  باليونانيّة ، المشتقّة من ” فسحا ” بالآراميّة ، و ” فيساح ” بالعبريّة . وأصل الكلمة محلّ جدل . والكتاب المقدّس يقرّب بين ” فصح ” بالعبريّة وفعل ” فاساح ” الذي يعني إما العرج ، وإمّا ممارسة رقصة طقسيّة حول ذبيحة (1 مل 18 : 21 – 22 ) ، وإمـــّا بالمعنى المجازيّ ” قفز ” و ” جاز  ” (فالربّ يعبرُ لكي يخلّص الإنسان من واقع معيّن ) .. فعشاء الفصح ، يشير إلى التحرّك والحركة : إنه عشاء يسبق ” العبور ” ، عبور الله وعبور الشعب ، فإنه فصح للربّ . إذن ، الفصح هو عبور الله الذي عبر فوق العبرانيّين في الوقت الذي ضرب فيه بيوت المصريّين .

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

في عصر المسيح ، كان الفصح اليهوديّ يجمعُ في أورشليم اليهود لذبح خروف الفصح وأكله . وكان الفصح يحيي ذكرى الخروج الذي حرّر العبرانيّين من العبوديّة المصريّة . أمّا الفصح المسيحيّ ، يجمع اليوم الفصح المسيحيّ في كلّ الأماكن تلاميذ المسيح في شركة مع ربّهم ، حمل الله الحقيقيّ . إنه يشرك المؤمنين مع المسيح في موته وقيامته اللذين حرّرهم من الخطيئة والموت  . هنالك اتصال واضح بين العيدين (الفصح اليهوديّ والفصح المسيحيّ ) ، لكنّ الوضع تغيّر بالإنتقال من العهد القديم إلى العهد الجديد ، بوساطة فصح يسوع.

كان الفصح في البداية إحتفالا عائليّا ، يمارَس في الليل ، في اكتمال البدر ، عند الإعتدال الربيعيّ ، في الرابع عشر من شهر نيسان . وكان يقدّم للربّ حيوان صغير مولود في السنة نفسها لاستمداد البركات الإلهيّة على القطعان . يبدو أنّ العيد يرجع إلى ما قبل موسى وقبل الخروج من مصر ، لكنّ الخروج هو الذي أعطاه مغزاه النهائيّ ، ألا وهو أمر خلاص بني اسرائيل ، فيصبح تذكارًا للخروج الذي هو أهمّ حدث في تاريخهم .

سوف يكمل سرّ الفصح بالنسبة إلى المسيحيّين بالموت والقيامة ، واللقاء مع الربّ ، ويهيّئهم الفصح الأرضيّ لهذا ” العبور ” الأخير ، أي لذلك الفصح المرتقب في الآخرة .

الواقع ، أنّ كلمة ” فصح ” لا تعبّر فقط عن سرّ موت المسيح وقيامته ، أو عن احتفال سرّ الإفخارستيّا الأسبوعيّ أو السنويّ ، بل تشير أيضا إلى الوليمة السماويّة التي نحوها نحن جميعـــــًا سائرون . 

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

عدي توما

1

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير