خذوا القرار بالتوقف عن كره الآخرين!!

قراءة على ضوء سنة الرحمة القادمة للدكتور بول فيتز

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

لمَ من الصعب أن نسامح؟ بالطبع، تعتبر الكراهية من أحد أهم الحواجز التي تحول دون المسامحة وبشكل خاص الكراهية بين الناس. ليس من الصعب ان نجد أمثلة عن الكراهية في العالم اليوم لانه يكفي أن نشاهد التلفاز لنى كم أن الكراهية المدمرة منتشرة بين معظم الثقافات ومن هنا من المهم أن نعي كيف نتخطى هذه الحواجز لنصل الى المسامحة.

يجب أن نفرّق بين الكراهية والغضب لأنهما يختلفان عن بعضهما، فالغضب هو ردة فعلفعل على أي مواجهة أو مشكلة أو تهديد، بينما الكراهية ليست ردة فعل سريعة ولكنها تعتمد على ثقافة الغضب فهذه الثقافة هي التي تخلق الكراهية والأحاسيس السلبية، وهذه الكراهية ستتحول الى كراهية بين الأشخاص وليس الى كراهية تأتي في غطار استجابة الى ظلم ما أو شر ما.

توجد عواقب كثيرة للكراهية ودورات الإنتقام واحدة منها، والكراهية ترافق الغنسان وتمنعه من القيام بأي شيء إيجابي بل تجعل الكراهية والمرارة تسيطران على حياته. وهنا نتساءل إن كانت الكراهية خيارًا ويأتي الجواب أنها تكون خيارًا إن كنا ناضجين لأننا نختار أن نكره أو لا نكره، ولكن إن حملنا كراهية من الماضي اي مثلا من صدمة في طفولتنا لا نكون قد اخترنا هذه الكراهية ولكن كناضجين نستطيع التخلي عنها بمساعدة اختصاصيين مثلا يساعدوننا على مواجتها والتخلي عنها.

ما الذي يساعدنا على التخلي عن الكراهية؟ الطريقة تبدأ أولا بالنظر الى كراهيتنا بخاصة تلك التي نستصعب التخلص منها وهنا أهمية الخيار، الخيار بان نتخلى عنها أم لا نفعل، ونحن أحرار بخياراتنا. يستمتع الناس عادة بالكراهية لأنها منتشرة حول العالم وفي التلفاز والأفلام ولأنها تجعل الشخص يشعر بأنه أهم من الآخرين ويحمي من خلالها حب ذاته ولكن الكراهية تسمم العلاقات حولنا، وحتى في بعض الأحيان برفض الناس التخلي عن الكراهية لأنها تربطهم بشكل أو بآخر بشخص وإن تخلوا عنها سيخسرونه ويشعرون بالفراغ في حياتهم، حتى أن الكراهية تحمي الناس من الذكريات المؤلمة، ولعل الكراهية تحمل نواح إيجابية ولكنها قصيرة المدى ولكن النواحي السلبية تستمر الى مدى أطول.

نحن كمسيحيين نعي حق المعرفة أن الكراهية ليست من شيمنا وربنا رفضها ونحن مدعوون لأن نحن أعداءنا وألا نكرههم مهما كان الموضوع صعبًا. الطريقة الفضلى لتخطي كراهيتنا لأعدائنا هي الصلاة من أجلهم، والصلاة من أجل العدو تنمي المسامحة. من المهم أن نعي بأننا لا نستطيع إجبار أي أحد على المسامحة، يمكننا أن نلفت نظره الى الموضوع ولكنه هو من عليه أن ياخذ المبادرة وإلا ستكون المسامحة غير حقيقية وسطحية.

أخيرًا، ليس من السهل أن يتخطى المرء الكراهية المبنية لسنوات بطريقة سهلة وسريعة ولكن يمكنه أن يتخذ قرار التوقف عن الكراهية وهذا أيضًا يتطلب الجهد المستدام وكما ذكرنا سابقًا فإن قلة الكراهية تعطينا فرصة المسامحة الدائمة.

***

نقلته الى العربية (بتصرف) نانسي لحود- وكالة زينيت العالمية

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير