أذكر اليوم الذي توقفت فيه من أجل الصلاة. كان اليوم الذي تلا وفاة أخي الصغير جيمي البالغ من العمر 25 عامًا بعد أن صارع مرض السرطان. كنت يومئذٍ غاضبة من الله. كان عمري عندما توفي أخي 27 عامًا ومثل غالبية الشباب لم أعد أذهب الى الكنيسة. إنما في ذلك اليوم، ذاك اليوم الرهيب، كنت بحاجة كثيرًا لأن أفهم لمَ الله أخذ أخي. لذا توجّهت نحو أقرب كنيسة كاثوليكية باحثة عن كاهن فسألت: “هل يمكنني أن أتحدث الى الكاهن؟” وكم كنت أتمنى لو أنّها أجابت العاملة “نعم” إنما بدل ذلك، سألتني إن كنت أنتمي الى هذه الرعية. فسألت: “وماذا يهمّ ذلك؟” (إذ كنت في تلك الفترة أعيش في بيت بعيد من هذه الرعية) لم أعد أذكر كيف أجابتني إنما فهمت أنّ الجواب على إمكانية أن أرى الكاهن كان “كلا”.
وأضافت: “لا أعلم إن كانت كل الكنائس الكاثوليكية ستصدني إنما اعتقدت في تلك الفترة بأنّ ذلك كان جزءًا من اللائحة الطويلة التي يفرضها الفاتيكان من الأنظمة ثم قررت بعد ذلك ألاّ أسأل عن الله”. ولكن هل تعلمون من أثّر في ردّها الى طريق الإيمان؟ التقت مؤخرًا بأحد الكرادلة الذين عيّنهم البابا لتجري مقابلة معه ولعلّ كلمات الكاردينال جيرالد لاكروا البالغ من العمر 57 عامًا دغدغت براعم الإيمان لدى كوستيلو. لقد التقته في بازيليك كاتدرائية السيدة في مدينة كيبيك وبينما هي تطرح الأسئلة عليه أدركت أن الإجابات كانت لها هي فعندما سألت الكاردينال عن سر البابا فرنسيس أجاب: “إنّ كل شخص هو لغز كما تعلمين… إنما ما هو واضح في هذا الرجل هو أنه يعيش بحرية مطلقة، بحرية داخلية. إنه متصالح مع نفسه ومتناغم مع الرب”.
وتابع الكاردينال: “إنّ القريبين منه يقولون بإنه يستيقظ كل يوم عند الساعة الرابعة صباحًا ليحضّر قداسه اليومي الذي يترأّسه في أيام الأسبوع عند الساعة السابعة صباحًا. فهذه الساعات الثلاث التي يمضيها بالتحضير والصمت أمام الرب وأمام كلمة الله هي بداية رائعة يبدأ فيها النهار”. ثم أضاف الكاردينال: “ربما لهذا السبب يبقى البابا متواضعًا عندما يكسر التقاليد ويغسل أرجل المساجين والنسوة وكل الأشخاص من ديانات مختلفة. ونفهم كيف أنه طلب ببناء أمكنة لاستحمام الفقراء في ساحة القديس بطرس”.
إنّ أكثر ما أثّر في كوستيلو كان موقف البابا بتفهّم مثليي الجنس وعدم الحكم عليهم عندما قال: “إن كان يوجد شخص مثلي الجنس وهو يبحث عن الرب ويملك الإرادة الحسنة فمن أنا لأحكم عليه؟” فبالنسبة اليها لطالما كان هذا الموضوع محرّمًا في الفاتيكان وها هي اليوم ترى أنّ البابا فرنسيس يستعمل هذه الكلمات التي ترحّب بهم. وعندما فهمت كوستيلو من خلال الكاردينال لاكروا أنّ البابا يقتدي بيسوع بالأخص عندما قال لاكروا: “الكنيسة لا تصد أحدًا” فهمت أنّ يسوع مشى مع الخطأة حتى النهاية، على عكس ما كانت تظنّه أنّ الكنيسة كانت تصدّها لأنها كانت تقترف الخطايا. وهل من عجب أن تتأثّر بالبابا وترتد الى إيمانها المسيحي.