في بداية الاجتماع توجّه البطريرك الراعي بكلمة شكر فيها السّفراء على حضورهم ومن خلالهم شكر دولهم على كلّ ما يقدّمونه من مساعدة ودعم للبنان، ومن ضمنها الدور الذي تقوم به القوّات الدوليّة في جنوب لبنان. وطلب دعم المجتمع الدّولي ومساهمته بتسهيل انتخاب رئيس للجمهوريّة ودعم الحوارات القائمة بين الأفرقاء اللّبنانيّين للتوصّل إلى إعادة الحياة السياسية إلى مجراها الطّبيعي واستقامة عمل المؤسّسات، ويأتي انتخاب الرّئيس في أولوية الإهتمامات لأنّه يشكّل مفتاح الحل للأزمات القائمة على مختلف الأصعدة. وشدّد غبطته على صيانة وحماية الدّستور والميثاق والصّيغة وهي الركائز الثلاث التي لا تتجزأ، مؤكدًا على دور المجتمع الدّولي في الحفاظ على التّعدّدية الإجتماعيّة والثقافية في المنطقة والقائمة على العيش المشترك المسيحي- الإسلامي. كما طالب الاسرة الدولية بتخفيف عبء النّزوح السّوري عن كاهل لبنان الذي لا يستطيع تحمّله وحده، فضلاً عن الحدّ من تداعيات هذا النزوح الذي يبدأ بضرورة عودة النازحين الى بلادهم والى بيوتهم. وختم غبطته بالدعوة الى موقف دولي موحّد في وجه الارهاب الذي يهدد الجميع بدون استثناء كما يشكل تحديًا كبيرا للاعتدال في المنطقة وللحضور المسيحي في الشرق، لافتًا الى ضرورة دعم الجيش اللبناني والقوى الأمنيّة في مواجهة المخاطر التي تهدّد لبنان.
ثم كانت مداخلات للسّفراء اكدت على اهمية اللقاء واستمرار التشاور وعكست حرص المجتمع الدّولي على الإستقرار في لبنان وعلى دوره الإيجابي في المنطقة وحماية نظامه القائم على الديمقراطيّة والمشاركة بين مختلف مكوّنات المجتمع اللّبناني، اضافة الى وجوب عمل المؤسسات الدستورية بشكل طبيعي وبالتالي انتخاب رئيس للجمهورية في اسرع وقت. كما تطرّقت الى بيان رئيس مجلس الامن الاخير بشأن لبنان الصادر في 19 آذار الفائت مشددة على أهميّة الحضور المسيحي في الشّرق.
وبعد الإجتماع ألقت منسق الأمم المتحدة الخاص في لبنان ممثّلة الأمين العام سيغريد كاغ كلمة امام الاعلاميين جاء فيها:
أود التقدم بالشكر لغبطة البطريرك مار بشاره بطرس الراعي على دعوته لنا للقائه اليوم.
أعرب لنا غبطة البطريرك عن قلقه الشديد حول استمرار الفراغ في سدة الرئاسة والذي أوشك أن يبلغ مداه عاماً كاملاً.
وشاركناه هذا القلق، خاصة وأن أحد عشر شهراً من الجمود في انتخاب رئيس للجمهورية يقوض قدرة لبنان على مواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية التي يواجهها ويضر بالسير العادي لعمل المؤسسات اللبنانية.
والتزمنا بإرسال رسالة قوية للقادة اللبنانيين لحثهم على الالتزام بالدستور اللبناني واتفاق الطائف والميثاق الوطني، وبدعوة جميع الأطراف إلى التصرف بمسؤولية ووضع استقرار لبنان ومصلحته الوطنية قبل السياسة الحزبية، وإلى إبداء المرونة اللازمة والتعاطي مع المسألة بشكل عاجل، من أجل تطبيق الآليات التي وفرها الدستور فيما يتعلق بالانتخابات. وفي هذا السياق، يجب على أعضاء مجلس النواب الحفاظ على تقاليد لبنان الديمقراطية العريقة والانعقاد من أجل انتخاب رئيس للجمهورية دون المزيد من التأخير.
وندعو جميع الأطراف في لبنان إلى تمكين الحكومة ومجلس النواب من العمل بفاعلية.