٢- الرد بالحق
أما الرد على تركيا ومجازرها والإبادات التي تجري تحت نظرها، يبقى دوما وأبدا هو المجاهرة بالحق، وحدها قدرة الحقيقة من بإمكانها أن تزعزع عروش الديكتاتوريات الإستبدادية، وهذه المجاهرة تتطلًب موافقة نبوية تلمسناها، من خلال موقف الكنيسة النبوي الصارخ، من جهة موقف البابا فرنسيس، الذي يمثل رأي الكنيسة الكاثوليكية، ومواقف البلدان التي أدانت علنا الإبادة.
الأبادة هي فعل قتل عمدي ولا يمكن تبريره بأية وسيلة كانت، القاتل قاتل، والضحية تبقى ضحية.
٣- الشهادة المسيحية وعلامات الأزمنة
ولكن يبقى هذا الأمر- الحدث، ترجمة عمليّة وواقعيّة وحسّية، لشهادة القيامة الغير المرأية في واقع التاريخ، إنها من إحدى علامات الأزمنة لعالمنا الحالي. الروح يقدّم لكل الثقافات العالمية أن الشهادة المسيحية لهي خير شهادة مشرّفة تقدم للأوطان والدول والأمم والشعوب، فنحن نعلن الحقيقة دون خوف ونقدم للعالم شهادات ساطعة في تاريخ الكنيسة ووجدانها، إنهم القديسون والشهداء والضحايا الأبرار، الذين قتلوا بدماء باردة، إلا أن أصواتهم لا تزال تصدح بجرأة في المحافل الدولية، وفي كل ضمير حيّ. إنها أمثلة واقعية عن عمل الروح القدس الذي يعمل في حياة الأمم…
بقدر ما يعمل روح الشر في إبادة شعب، بالقدر عينه روك الرب يعمل دوما في إدانة الأفعال الشريرة، وفي،فضح الجرائم والأفعال الجرمية ولو بعد ١٠٠ سنة. يظن القتلة أنهم في مأمن من أفعالهم، لكن لا احد قي مأمن من الحقيقة ، فمن بإمكانه أن يسكت صوتها؟
ننذهل أمام التصريحات التركية ووسائلها الإعلامية، التي تعمد جهارة وبواقحة علنيّة وعنفيّة، بممارسة فن الهروب الى الأمام، وذلك بالتنصل من المسؤولية والعمل الضاغط، على كيفية إخفاء معالم الجريمة العالمية والكونية.
ونسأل إذا لم تقترفها السلطات التركية، إذا من أمر ونفذ وقتل جهارة؟ ربما أشباح! يا للسخرية…
دماء الأبرياء تصرخ من الأرض (تك). “من أخذ بالسيف بالسيف يؤخذ” (الرب يسوع).
٤- الحل المعجزة
هو الإعتراف بالأخطاء الإستراتيجية والتعويضات على أهل الضحايا، وهذا بالطبع لا يتحقق مع هكذا فكر مقفل، إلا من خلال قبول الأتراك لثقاقة المسيح يسوع فادي الإنسان، إنها ثقاقة المحبة في الحقيقة، فلنتذكّر أن لص الشمال لم يدافع عنه إلا من كان يشبهه، وكل من يدافع عن الأتراك ويبرر إبادتهم يشبههم بالقول والعمل، أما اللص اليمين محاميه الوحيد هي توبته اي الإرتداد. فلا احد أذا، بإمكانه أن يدافع أو يفلت من جرائم من ارتكبتها انظمة استبدادية بحق الأبرياء والأطفال والنساء الشيوخ، لان التاريخ لا يرحم أمثال هؤلاء حتى لو بعد حين، وكيف بالحري إذا كانت كنيسة شعب؟
تبقى إبادة الشعب الأرمني، علامة نبوية لكل نظام يستبد بشعب وينكّل بشبانه وشاباته، فالكلمة الأخيرة ليست للكراهية بل للمحبة في الحقيقة.