“كم من المرات نقول ليسوع “إبتعد عنا” ولا نعترف بفشلنا. ولكنّ “انتصار محبة الله” للإنسان تنكشف “بوضوح” في صليب ابنه. هذا ما تحدث عنه اليوم البابا فرنسيس في أثناء عظته الصباحية من دار القديسة مارتا معلّقًا على مثل الكرّامين القتلة.
الحجر الذي رذله البناؤون صار رأس الزاوية. الله يبني على ضعفنا ولكن إذا قرأ أحدنا “تاريخ الحب الذي جمع الله وشعبه يجد بأنه يبدو دائمًا وكأنه قصة فشل”. انطلق البابا من إنجيل القديس مرقس (12: 1 – 12) وفيه يتحدّث عن فرح الله وهو صاحب الكرم حفر معصرة وبنى برجًا فيه إنما بعد أن أوكل الكرم للكرّامين كانوا يضربون العبد الموكل من صاحب الكرم في كل مرة… حتى وصل بهم الأمر لأن يقتلوا ابنه الوحيد من هنا الأب الأقدس أشار الى أنّه من خلال الموت يجد الجميع الحياة.
وقال: “إنّ الأنبياء هم رجال الله الذي يكلّمون الشعب الأصمّ عن كلمة الله والذي تاه بعيدًا عنه. وأما الإبن وهو الشخص الأخير الذي تم إرساله قد حُكم عليه ولم يسمعه أحد وقتلوه ولكن هو نفسه أصبح حجر الزاوية. إنّ هذه القصة التي تبدأ بحلم حب وتابع ليكون تاريخ من الحب والذي يبدو للكثيرين بأنه تاريخ من الفشل ينتهي في الواقع بحب عظيم حيث يرسل الله ابنه الوحيد ليخلّص العالم”.
وتابع الأب الأقدس ليشير الى أنّ كل الكتاب المقدس يحوي أحداثًا تبيّن مدى حب الله لشعبه بالرغم من تمرّد هذا الأخير وعصيانه. وإنّ مسيرة الخلاص هي مسيرة تخللها الكثير من الفشل. حتى في الختام عند الصليب بالرغم من أنه يبدو للكثيرين بأنه محطة فشل انتصر الحب عنده وهذه القصة التي تبدأ بحلم محبة تتابع بتاريخ من الفشل وتنتهي بانتصار الحب: صليب يسوع المسيح”.
“وإذا قام كل شخص منا بفحص ضمير سيرى كم من المرات أُبعد الأنبياء. كم من المرات قلنا ليسوع: “إذهب عنا” وكم من المرات أردنا أن نخلّص أنفسنا وظننا بأننا على حق”.
ذكرى بذرة الحب
ختم البابا: “لا تنسوا إذًا بأنّ في موت الإبن على الصليب ظهرت “محبة الله لشعبه”. سيكون من الجيد أن نتذكّر قصة الحب التي تبدو وأنها فشلت ولكنها انتهت بالنصر. لقد زرع الله فينا بذرة المحبة ومن الضروري أن نتمثّل به من خلال التواضع”.