تابع البابا الحديث في تعليم الأربعاء عن العائلة، وأوضح أنه يريد اليوم أن يتحدث عن نقاط ضعف العائلة. وإحدى نقاط الضعف هذه هي الفقر. وما يزيد الأمور صعوبة في بعض المناطق هو الحرب، وهي تصيب بشكل خاص المدنيين وبالتالي العائلات. وقال في هذا الصدد “الحرب هي أم كل أنواع الفقر”.
بالرغم من كل ذلك، فهناك الكثير من العائلات الفقيرة التي تعيش حياةً كريمة. وهذا الأمر هو مثل أعجوبة. ولكن لا يجب أن يجعلنا نتخلى عن العائلة. يجب أن نركع أمام هذه العائلات التي هي مثال في الإنسانية وتخلص العالم من العنف والبربرية.
وانتقد البابا الاقتصاد العالمي المعاصر الذي يستغل العائلات لنموه، فالعائلات – بحسب البابا – لا تُعتبر في حسابات الدورة الاقتصادية.
وصرح بأن الأطفال يعرفون أن حياة الإنسان لا تأتي فقط من الخبز، فالإنسان بحاجة إلى العطف.
وشدد البابا فرنسيس على أن البؤس الاجتماعي يصيب العائلة وأحيانًا يدمرها. فالأوضاع المعيشية في الضواحي الفقيرة تتعرض للعائلة. ولفت أنه إلى جانب الفقر هناك أيضًا الأمثلة الاجتماعية الخاطئة التي تجعل البشر يعيشون فقط بحثًا عن المظاهر.
هذا وتحدث عن دور الكنيسة في قربها من العائلات وفي استنكارها للأطر الاجتماعية التي تعيق وتدمر العائلة.
وفي الختام صرح الاب الأقدس بأن “دينونة الفقراء تستبق دينونة الله”، واستشهد بسفر يشوع بن سيراخ القائل: يَا بُنَيَّ، لاَ تَحْرِمِ الْمِسْكِينَ مَا يَعِيشُ بِهِ، وَلاَ تُمَاطِلْ عَيْنَيِ الْمُعْوِزِ. لاَ تَحْزُنِ النَّفْسَ الْجَائِعَةَ، وَلاَ تَغِظِ الرَّجُلَ فِي فَاقَتِهِ. لاَ تَزِدِ الْقَلْبَ الْمَغِيظَ قَلَقاً، وَلاَ تُمَاطِلِ الْمُعْوِزَ بِعَطِيَّتِكَ. لاَ تَأْبَ إِعْطَاءَ الْبَائِسِ سُؤْلَهُ، وَلاَ تُحَوِّلَ وَجْهَكَ عَنِ الْمِسْكِينِ. لاَ تَصْرِفْ طَرْفَكَ عَنِ الْمُعْوِزِ، وَلاَ تَصْنَعْ شَيْئاً يَجْلُبُ عَلَيْكَ لَعْنَةَ الإِنْسَانِ” (سيراخ 4، 1 – 4).