دعا الكاردينال أندره فان تروا رئيس أساقفة فرنسا لمناسبة عيد القديسة جان دارك يوم السبت 30 أيار الى إعادة إكتشاف الصورة الحقيقية التي تتمتّع بها القديسة هي من دافعت عن إيمانها المسيحي حتى النفس الأخير قائلة بلا توقف: “يسوع! يسوع!” بحسب ما ذكر موقع زينيت (القسم الفرنسي).
وأضاف: “إنّ أعمالها هي أيضًا أعمال محبة وربما استطعنا أن نقول بأنها لا تقوم بالحرب بهدف الحرب أو بطمع الحصول على المكافآت. لقد حاربت من أجل أن يسود السلام ويتم احترام المتواضعين… بوسعنا أن نقول من دون أن نشبّه الواحدة بالأخرى بأنّها قامت بحرب من الحب؟ من دون شك، من خلال محبتها للناس المظلومين من العنف والدمار الهمجي ومحبة ملكها وبلدها، وحتى محبة أعدائها التي أقنعتهم أن ينسحبوا قبل القتال”.
استقت مصدر حبها القوي في ضعفها من خلال اتحادها الوثيق بإلهها… ودعا الكاردينال الى “الاستماع الى درس جان دارك” في عصر كان يسيطر فيه الطمع والخوف من أجل الدفاع عن الامتيازات واحتيازها بأي ثمن”. وأشار الكاردينال الى الخوف الجماعي الذي نشعر به في أيامنا الحالية مثل صمت الأهل أمام أولادهم وتعطّل نقل القيم المشتركة. صمت النخب أمام الانحرافات الأخلاقية وتشريعها. صمت الأصوات في الديمقراطية. الصمت في العمل، الصمت في المنزل، الصمت في المدينة!
وتابع إنّ المسيحية أصبحت مخفية وخرساء أمام الأمور المشينة وأشار الى أنّ على المسيحيين أن يشعروا بالخوف عند “إنكارالله أمام الناس” وأضاف: “علينا أن نعيش في حياتنا خوفًا خلاصيًا وهو الشوق الى الله. هذا الخوف لا يكبّلنا بل على العكس يحررنا. يجعلنا منفتحين الى الله والى الآخرين. من يعيش من الحب يتحرّرَ من الخوف”.
ثم دعا الى الكاردينال الى القيام بنفضة خلاصية: “هل سنستمر طويلاً في إغلاق إيماننا المسيحي في سر حياتنا الخاصة؟ هل سنستمر طويلاً في الصمت في عائلاتنا، الزوج أمام الزوج الآخر، الأهل أمام أطفالهم، الإخوة والأخوات كل منهم تجاه الآخر؟ هل سنقبل بأن يُعتبَر إيماننا كشذوذ إجتماعي نخفيه كي لا يطرح من حولنا أسئلة تزعجهم؟ هل علينا أن نتصرّف نحن المسيحيين وكأننا إلهنا لم يعد موجودًا؟