البابا: أشعر بالفرح لتواجدي في مدينة نزفت الكثير من الدماء وأصبحت مكانًًا للتعايش السلمي

في كلمته أمام السلطات الرسمية وأعضاء السلك الدبلوماسي

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

أول لقاء للبابا خلال زيارته الى سراييفو جمعه في القصر الجمهوري مع السلطات الرسمية وأعضاء السلك الدبلوماسي في البلاد وبعد الكلمة التي ألقاها الرئيس مرحبًا به، استهل البابا فرنسيس حديثه شاكرًا الجميع على استقبالهم الرائع ومن ثم أضاف البابا أنه يشعر بالفرح لتواجده في هذه المدينة التي عانت الأمرّين من نزف الدماء في القرن الماضي وأصبحت مرة أخرى مكانًا للتعايش السلمي وللحوار. لسراييفو مكانًا خاصًّا في قلب أوروبا والعالم اجمع، فالجماعات سكنت هذه المدن لقرون عديدة معتنقة عدة ديانات وكل ديانة تتغنى بصفاتها الخاصة، وتقاليدها الخاصة ولم يعق هذا التنوع ولا في أي يوم العلاقات الودية والأخوية بين الناس.

أكمل البابا حديثه مشيرًا الى أن الأشكال الهندسية للأبينة في سراييفو تظهر تنوع هذه الجماعات وبخاصة أنها تتواجد على مقربة من بعضها كالمساجد والكنائس…الى حد أنه أطلق على سراييفو إسم “أورشليم أوروبا” فهي تحوي تنوعًا في الثقافات والأديان مما يستلزم بناء جسور جديدة وإعادة إحياء الجسور القديمة مع العلم بان الحوارات هي أخوية وتعود بنتيجة جيدة.

أكد البابا أنه يجب على الجميع أن يتحاوروا معًا لاستكشاف بعضهم البعض ولتعزيز ما يوحدهم ولتنمية مجتمعهم باحترام متبادل. يجب على الحوار أن يبنى على الصبر والثقة لتقبل الخير الكامن في الآخر ولتقديم القيم الموجودة في الشخص عينه. تابع البابا شارحًا أنه يجب التغاضي عن جراحات الماضي للنظر الى مستقبل أفضل بقلوب صافية وأضاف أنه أتى الى البلاد كحاج سلام وحوار بعد زيارة البابا يوحنا بولس الثاني ب18 عامًا وهو سعيد بالتقدم الذي رآه والذي يجب أن نشكر عليه الرب والناس ذوي الإرادة الطيبة، ولطن لا يجب الإكتفاء بما تم تحقيقه بل يجب أن يطمح الجميع الى الأفضل.

إن التوافق بين الأديان المتعددة في هذه البلاد من مسلمين ويهود ومسيحيين والسلام والوئام بين الصرب والكروات البوسنيين هو أكبر شاهد للعالم على أن التعاون بين الأديان والأعراق المختلفة هو ممكن، وأن تعدد الثقافات والتقاليد يمكن أن يتعايش ويؤدي إلى حلول فعالة للمشاكل. هذا وأكد البابا أنه للتغلب على ما خلفه الماضي يجب أن نعترف بالقيم الأساسية للجماعات الإنسانية وعلى أساسها يتم التعاون والتسامح والتقدم وهذا ما سيسمح للجميع باتباع أصوات الوحدة بدلا من أصوات الكره والبكاء.

الى جانب ذلك شدد الأب الأقدس على أن مسؤولية السياسيين هي ان يكونوا في خدمة الجماعات ويأخذوا المبادرات لحماية الحقوق الأساسية للإنسان ومن بينها حرية العبادة، وهكذا نبني مجتمعًا مسالمًا، والخطوة الأاولى من هنا أن يكون جميع الناس متساوون في الحقوق والواجبات لكي يساهموا في إحلال الخير العام.

أخيرًا اكد الحبر الأعظم أن الكنيسة ومن خلال صلاة مؤمنيها ومؤسساتها تشكل جزءًا من إعادة إعمار البوسنة والهرسك مشاركة فرح البلد ومخاوفه. الى جانب ذلك تابع البابا أن الكرسي الرسولي يشيد بالعمل الذي تم خلال السنوات المنصرمة وهو عازم على مواصلة الحوار والتعاون والتضامن.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

نانسي لحود

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير