Jesus on the Cross

ZENIT

حدث في مثل هذا اليوم

8 حزيران: اكتشاف مسامير صليب يسوع

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

في مثل هذا اليوم يُعتقد أن مسامير صلب يسوع قد وُجدت في اورشليم مع خشبة الصليب المقدس، ثمرةً لبحث قامت به الملكة هيلانة عن هذه الذخائر المقدسة.
يبقى أن المسامير الثلاث التي دُقت في يدي الرب و قدميه حملت آلام روحية إخترقت روحه كما جسده، و في صليبه الأمثولة الأمثل في التعامل مع هذه “المسامير” التي لا بد أن تمر بها معاناة كل منا.

* مسمار الإساءة : الغفران.
مقابل كل عنف الصليب كان كالحمل الوديع. رفض الرب القادر و القدير الرد على الإساءة بأخرى. 
و كان جوابه الوحيد: المزيد من الحب، و من رحم مغفرته لنا عرفنا الحياة و إختبرنا روعة الرحمة.
ما هي المغفرة ؟؟ هي ذاك التنازل عن “حقي” في رد الإساءة بمثيلتها.وعندها أختبر الألوهة، على ما يقول وليم وارد : ” نحن مثل الوحوش عندما نقتل، ومثل معظم البشر عندما ندين و لكن نصبح أكثر مثل الله عندما نغفر.”
وفي حبه على الصليب، لم يغفر الرب من باب الواجب، بل ذهب أبعد ليجد أسباب تخفيفية لمرتكبي الإثم بحقه، هو الخالق و مصدر كل خير:” إغفر لهم لأنهم لا يدرون ما يفعلون” قال لأبيه السماوي… و بعد مئات من السنين، عندما سلم صلاة الرحمة الإلهية للقديسة فوستين، عاد و ذكّرها بتلك النعمة و عبرها شجع الجميع الى اللجوء الى رحمته حتى و لو كانت خطاياهم “قرمزية اللون”!!! فهل من حبٍ أعظم؟!!!
أمام مسمار إساءة الآخرين، هناك تحدي أن نصدِق و نصدُق في ” إغفر لنا كما نحن نغفر…”!!

*مسمار الغموض: الثقة.
في ظلمة الصليب صرخ السيد مع أنين من أضاعوا الله : ” إلهي، إلهي، لماذا تركتني؟” و هو مطلع مزمور الثاني و العشرين، فيه يعطي الجواب الصامت لكل من يتهم الرب بالغياب الغامض في ساعة الألم …. و المزمور يخلص الى تسبيح الرب حتى أقاصي الأرض!!! 
في ساعة الظلام، يبقى الجواب الوحيد هو الثقة. و عبارة “لماذا تركتني” التي قالها السيد، لم تكن مجرد تعبير عن احتجاج أو شكوى، إنما إعلاناً و تصريحاً بأن عمل الفداء سائر في طريق التمام من بداية النزاع حتى النفس الأخير : “لتكن مشيئتك” هو خير المصير …

*مسمار الموت : التسليم.
في حديثه عن موت يسوع و مساميره يتحدث الكاتب كروسبي عن صلاة يسوع الثالثة على الصليب. يقول هي الجواب الأمثل أمام ساعة الموت التي نهابها جميعاً: “بين يديك أستودع روحي”. 
هنا الرب على الصليب جواب لأيوب و لكل متألم بار، صدى للحكمة في صرخة ” الرب أعطى و الرب أخذ فيلكن إسم الرب مباركاً!!”.
هو التسليم المطلق لمن لا يعرف أن يعطي سوى الحياة و لم يأخذ منا سوى “موتنا” ليضعه في القبر!!!
هو ابن الله البار الذي ارضى أبيه كل الطريق ، و به طريقنا الأوحد صوب القيامة أمام مسمار الموت الرهيب.
لم يكن للموت عليه سلطان، و ها هو يعطي سلطانا لكل الذين قبلوه ليصيروا اولاد الله، فيهتفون :
“اين شوكتك يا موت ، اين غلبتك يا هاوية “؟!!!

كل منا يحمل صليباً و يصرخ من ألم مساميره…. أما اليوم، فلكل منا يجدد الرب دعوته بأن نتبعه الى حيث أزهرت مساميره الحياة …

 

 

</div>

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

أنطوانيت نمّور

1

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير