لم تظهر السلطات في لاوس الى اليوم أي ردة فعل إزاء توقيع البابا فرنسيس على قبول صدور مراسيم التطويب المتعلقة ب17 شهيد من الكهنة والعلمانيين والمبشرين الأجانب الذين قتلوا في لاوس بين عام 1954 و1970 وهي المرة الأولى التي تطوب فيها الكنيسة شهداء قتلوا في آسيا على يد تنظيمات شيوعية لا يزال نسلها يحكم في السلطة اليوم وذلك بحسب ما أوردته مؤسسة كنائس آسيا. كانت الحكومة قد قامت بتقديم طلب التطويب منذ عام 2004 وبرأيها فإن هذه الخطوة ستثبت الكنيسة في لاوس لأنها وبحسب وصف بعض الكهنة لا تزال نبتة حساسة وصغيرة تحتاج لسبل تقوية لكي تشق طريقها في هذه الحياة.
تجدر الإشارة الى أن الكنيسة الجامعة الى اليوم تهتم في موضوع اختبار الطوباويين الذين تود أن ترفعهم على مذابح الرب، وتختارهم من حقبات قديمة وبعيدة كشهداء كوريا واليابان وفييتنام والصين. على الرغم من ذلك كانت بيكين في وقت سابق قد انتقدت الفاتيكان لتقديسه بعض الأشخاص الذين اعتبرتهم مشاركين بجرائم شنيعة ومن بينهم المبشرين والكهنة.
أما بما يتعلق بشهداء لاوس فتظهر الوثائق وبحسب ما نقلته المؤسسة عينها أن الأب تيان و16 كاهنًا آخر لقوا حتفهم في إطار سياسي معقد خلال زمن الحروب التحريرية والحرب الباردة. إن تبشير لاوس يعود الى زمن قريب وهو عام 1930 حين بدأ كهنة من الإرسالية الأجنبية بالتبشير هناك ومن ثم تبعهم آخرون ككهنة فلب مريم الطاهر ولكن بعد الحرب العالمية الثانية صعبت الإنقلابات السياسية مهمتهم فبحسب ما يشرح أحد الكهنة أرادت الحرب أن تلغي كل ما هو أجنبي ومسيحي ولكن المبشرين اختاروا البقاء مكا أوصاهم الكرسي الرسولي. من بينهم هؤلاء الكهنة والعلمانيين ال17 الذين استشهدوا قتلًا في لاوس.
لاوس هو بلد بوذي ولا تمثل المسيحية فيه إلا أقلية صغيرة جدًّا، وقد تعلم أساقفة الأبرشيات الرسولية الأربعة للكنيسة المحلية (لوانغ برابانغ، باكس، سافاناخت، فينتيان) بأن يكونوا حذرين من أجل المحافظة على المساحة الحرة التي تمنحها الحكومة في السلطة. الى جانب ذلك سيتم تطويب الكهنة والعلمانيين ال17 في حزيران أو أيار 2016 ويتشبث الكهنة في لاوس بفكرة القيام بالتطويب في لاوسولكن لا شيء يدل الى اليوم عن المكان المعين للتطويب، وبالنسبة اليهم كما أن الكنيسة في روما نشأت على شهادة بطرس وبولس ستنشأ الكنيسة في لاوس على دماء شهدائها وهو أساس قوي وثابت.