لتقى البابا فرنسيس الاثنين في الفاتيكان المشاركين في أعمال الجمعية العامة الثامنة والثمانين لهيئة رواكو ووجه لهم كلمة استهلها مرحبا بهم ومشيدا بالدعم الذي يقدمونه للكنائس الشرقية الكاثوليكية. وخص بالتحية رئيس مجمع الكنائس الشرقية الكاردينال ساندري لافتا إلى أنه التقى بهم العام الماضي بعد أيام قليلة على زيارته للأرض المقدسة. هذا ثم لفت البابا إلى الصراعات التي تتخبط فيها منطقة الشرق الأوسط مشيرا إلى أن تلك الأراضي ارتوت بدم العديد من الرجال والنساء، بينهم مسيحيون كثر يضطهدون من أجل إيمانهم. وأكد البابا أن هذه هي التجربة اليومية التي يعيشها مؤمنو كنائس الشرق مع رعاتهم ويتقاسمون آلام ومعاناة أشخاص كثيرين.
بعدها تطرق البابا إلى الزيارة التي قام بها وفد من هيئة رواكو إلى العراق، حيث التقى بعض النازحين عن سهل نينوى ومجموعات صغيرة قادمة من سورية، شاهد الوفد في أوجه هؤلاء الأشخاص وجه المسيح الذي ينظر إليهم ويطلب منهم القيام بأعمال المحبة التي تميّز المسيحيين. ثم ذكّر البابا ضيوفه بما جاء في الوثيقة التي أصدرها لمناسبة إعلان يوبيل الرحمة والتي دعا من خلالها المؤمنين إلى فتح أعينهم لينظروا إلى مآسي العالم وجراح العديد من الأخوة والأخوات المحرومين من كرامتهم وليصغوا إلى صراخ النجدة، من أجل كسر حاجز اللامبالاة الذي يسود غالبا ليخفي الخبث والأنانية.
هذا وأكد البابا فرنسيس أن ضمير العالم بدأ يستيقظ على ما يبدو، خلال هذه الأشهر وقد فتح عينيه ليُدرك أهمية الحضور المسيحي في الشرق الأوسط. وقد تكاثرت مبادرات التوعية والمساعدة لصالح هؤلاء وجميع الأبرياء ضحايا العنف الغاشم. لكن لا بد من بذل جهود إضافية من أجل القضاء على ما يبدو “كالموافقة الصامتة” حيال آلاف العائلات ـ من رجال ونساء وأطفال ـ يبدو أن حياتهم تقل أهمية عن المصالح المرتبطة بالاتجار بالأسلحة والنفط، وفي وقت يُطالب فيه بالسلام والعدالة يتم التغاضي عن نشاط تجار الموت في تلك المناطق. ومن هذا المنطق حث البابا ضيوفه على رفع صوتهم للتنديد بكل ما يدوس كرامة الإنسان.
وبعد أن توقف عند نشاط هيئة الرواكو في بلدان شأن أثيوبيا وإرتريا وأرمينيا حيث يساهم دعم الكنيسة في دفع المسيرة نحو الوحدة المنظورة بين جميع المؤمنين بالمسيح ختم البابا كلمته مقتبسا من “نشيد القيامة” للقديس إفرام السرياني سائلا الرب أن يعم السلام الأراضي المجروحة وأن يُعاد بناء الكنائس المحروقة، ثم توجه بالشكر إلى ضيوفه على العمل الذي يقومون به وسألهم أن يصلوا من أجله.