في ظاهرة لم تشهدها مدينة زحلة منذ زمن، زحف ابناء المدينة والقرى المجاورة الى مقام سيدة زحلة والبقاع لإستقبال عذراء فاطيما القادمة من البرتغال الى لبنان، فضاقت بهم الأماكن الواسعة في المقام، خاصة وان كاهن المقام الأب طلال تعلب كان اتخذ بالتعاون مع لجنة المقام كل الترتيبات لإنجاح الزيارة، فوضع شاشة كبيرة تمكن المؤمنين الموجودين في الباحة الخارجية من متابعة القداس، كذلك وضعت شاشة اخرى في القاعة المجاورة للكنيسة الكبيرة في المقام.
وكان في استقبال عذراء فاطيما المطران عصام يوحنا درويش والمطارنة : اندره حداد، انطوان بيلوني وشكرالله نبيل الحاج، وكهنة الأبرشيات، وجمهور كبير من المؤمنين. ورفع شباب زحلة ثمثال عذراء فاطيما وساروا به وسط المؤمنين وسط التصفيق والتراتيل وحرق البخور وعزف التراتيل المريمية من موسيقى طلائع العذراء، ولدى الوصول الى امام كنيسة المقام القى الأب طلال تعلب كلمة رحب فيها بعذراء فاطيما في مقام سيدة زحلة والبقاع، طالباً من العذراء مريم حماية لبنان وسوريا وكل الشرق في ظل الظروف العصيبة التي تمر فيها المنطقة، واوكل الى العذراء حماية كل عناصر الجيش اللبناني والقوى الأمنية التي تدافع عن الوطن، كما سلمها قضية المخطوفين من الجيش والقوى الأمنية سائلاً ان تحل هذه القضية وان يعود المخطوفون الى اهاليهم. وسأل الأب تعلب عذراء فاطيما ان تضع السلام في قلوب جميع المسؤةلين عن لبنان وان تنير عقولهم ليتمكنوا من انتخاب رئيس للجمهورية. واشار تعلب الى الصدفة الجميلة، بأنه في حين تزور عذراء فاطيما مدينة زحلة، يعود ثمثال العذراء مريم الى الإرتفاع مجدداً على تلال معلولا بعد ان حطمه الإرهابيون.
وترأس المطران عصام يوحنا درويش قداساً احتفالياً بحضور السادة الأساقفة وكهنة الأبرشية. وبعد الإنجيل المقدس القى المطران درويش عظة قال فيها :” تزور اليوم عذراء فاطمة من البرتغال، مدينتنا زحلة، لتباركنا وتزرع في قلوبنا الإيمان والرجاء ولتقول لنا بأننا لسنا وحدنا، فالأم معنا تحيطنا بعنايتها وتمد لنا يد العون لنخرج من أزماتنا التي نعيشها في هذا الوقت.
ظهرت العذراء في فاطمة عام 1917 لثلاثة أولاد فرانسوا 9 سنوات ولوسي 10 سنوات وياسينتا 7 سنوات. منذ ذلك الوقت نشعر بتدخل العذراء في مجريات حياة العالم وتتشفع لدى يسوع المخلص بأن يَثبُتَ إيماننا ونعيش بسلام.
العذراء جاءت إلينا من السماء لتذكرنا بأن يسوع المخلص زرع في قلوبنا الرجاء ولكي تقول لنا بأن العالم إذا فقد المحبة فدعوتكم أنتم أبنائي أن تحولوا حقد العالم الى محبة. وإذا العالم فقد الحقيقة فأنتم تعرفون أين تجدوها، وإذا العالم فقد الخير فأنتم تعرفون أين الخير، إنه عند يسوع المسيح.”
وأضاف ” لقد فعل حسنا الذين نظموا هذه الزيارة، لقد أرادوا بوحي من العذراء أن تكون الزيارة، رسالة لنا لكي نبقى في أرضنا ونحب أرضنا. ولكي نتذوق رغم الأزمات التي نعيشها الفرح العميق الذي يقدمه لنا الإنجيل المقدس. فكلام الرب هو في وسطنا وفي عمق حياتنا، في عائلتنا وفي ثقافتنا وتقاليدنا وفي أيضا في فشلنا وضعفنا.
وإذا ما أردنا فعلا أن يكون الإنجيل رفيقنا علينا أن نبذل جهدا يوميا ليكون كل واحد منا شاهدا قادرا على إظهار وجه المسيح للعالم.”
وختم درويش عظته قائلاً ” لنصل اليوم ونرفع دعانا لمريم العذراء
أمامك أيتها الأم الكلية القداسة أقدم لك الآتين إليك اليوم في هذا المساء والذين يرافقوننا من بَعيد عبر الإعلام. ومعا نقدم لك أيتها الأم الحنونة آمالنا وأفراحنا وأحزاننا ونقدم لك وطننا الذي نكرسه لك ليكون خاصتك
ومع الصلوات التي كان رعاة فاطما، فرنسوا وياسينتا ولوسيا، يقدمونها لك لأجل البابا والكنيسة ولأجل انتشار الإيمان في كل العالم، نحن اليوم ننضم اليهم بصلواتنا، لنشكرك ونشكر ونسبح ابنك الحبيب يسوع المخلص المبارك الى أبد الدهور، آمين.”
وبعد القداس احيت جوقات زحلة امسية ترانيم دينية خاصة باعذراء مريم، في حين كان المؤمنون يتباركون من تمثال العذراء.
وبقيت ابواب الكنيسة مفتوحة طوال الليل لألوف المؤمنين الذين اموّا المقام للصلاة والتعبد لمريم.